في ذكرى وفاة سامي المنيس - يكتب الرشيد:

زاوية الكتاب

سماسرة السلطة المتخفين برداء الوطنية نجحوا في مخططهم

كتب 1519 مشاهدات 0

سامي المنيس

تمر علينا الذكرى الرابعة عشر لرحيل الرمز الوطني الحقيقي الذي لم يتلوث المرحوم سامي المنيس طيب الله ثراه ونحن في أسوء أحولنا ، سواء كانت التنظيمية أو أحوال البلد التي تزداد سوءاً يوما بعد يوم حتى غدت بها كلمة هجرة تُتداول على نطاق واسع بين الكويتيين في سابقة تاريخية غير مسجلة ، سامحني يا أبا احمد في هذه المرثية السنوية التي كم كان بودي أن تكون مختلفة عن سابقتها ولكن الحال لا يسر لا عدو ولا صديق ، نعم هذه هي الحقيقة التي أوجدوها اليوم كأمر واقع مسلم به ولا نقاش به مع الأسف ، سبق وأن قلت وأكررها كما يُقال ، الأمور تقاس بخواتمها فها هي الخاتمة جسدوها بإغلاق ديوانك الذي كان يشع وطنية بأرجاء الكويت من شمالها لجنوبها ، يا أبا احمد لقد تحقق ما نبهت له أنا شخصيا منذ فترة طويلة وقلت بأن هناك مؤامرة تحوم على ديوانك العامر لإغلاقه نهائياً انتقاماً من دوره التاريخي والذي جمع عناصر نظيفة في كنفه وأوجد تاريخ جديد في الحياة السياسية الكويتية بما يعرف اليوم ندوة في ديوانية ، نعم هذه هي الحقيقة التاريخية الماثلة اليوم أمامنا التي أجتهد لتحقيقها على الأرض كل من اجتهد سواء بحسن نية أو بسوء نية المهم تم إغلاق وإنهاء دور ديوانك ، يا أبا احمد منذ يوم قالوا لنا بعد وفاتك مباشرة بأننا كتنظيم لن نحدد بديل لكرسيك وعلى الراغبين أن ينتشروا بالساحة ومن ثم سيُحددوا من سكون خليفتك بناء على رغبة أهالي الدائرة تيقنت بأن الفصل الأول من المؤامرة قد بدأ ، حاولت بكل طاقتي أن أُقف هذا الانحدار ولكن طاقتي لم تسعفني وكانت الهجمة أقوى مني اعترف بذلك ، وتخلى عني الجميع ووجدت نفسي وحيداً في معركة غير متكافئة أتلقى الطعنات من كل صوب وحدب ومن اقرب مُقربيك يا أبا احمد وحتى هذه الساعة و أنا بعيد لازالت الطعنات تصلني ولكنها تزيدني عزيمة و قوة و تثبت لي بأني على حق وهم على باطل ، ورغم ذلك أستمريت وسأستمر بالمعركة حتى أخر يوم بحياتي لأني وفياً لمبادئك وعند وعدي لك سأبقى على عهدك مخلصا لك ولتلك المبادئ العظيمة التي علمتنا أياها ورسختها بوجداننا ، ومع الأسف استمر هذا الفصل حتى تم اختتامه بإغلاق ديوانك بوجه رجالات الكويت المخلصين ليتحول مرتع للنفاق ومسح الجوخ ، بالضبط مثل ما حصل بإغلاق نادي الاستقلال الذي كان منارة فكرية تم تحويله بعد إغلاقه مرتع للفساد وما صاحبه من موبيقات مع الأسف نخجل ذكرها للتاريخ .
كم كان بودي يا أبا احمد أن أقدم لك كشف حساب سنوي كعادتي منذ أربعة عشر سنة به ما يسعدك ، ولكن الحال من المُحال فسماسرة السلطة المتخفين برداء الوطنية نجحوا بمخططهم وهدموا كل ما بنيته وما كنت تطمح له ، كم كانت مخططاتهم بالنسبة لي واضحة وحذرت منه في أكثر من مكان ومقال ولكن الموجة كانت أعلى من صوتي وقلمي وأصدقك القول هناك من خاف وجبن من مواجهة الحقيقة لذلك فظلوا أما تبني سياسة الذي يتزوج أمي اسميه عمي أو لا اسمع لا أرى لا أتكلم ، وعليه انتهى الدور الوطني لديوانك بفعل فاعل نعم بفعل فاعل ، وليس بعد الرسالة القبيحة لأبنك التي سُجلت بتاريخ ديوانك بأقذر فصوله وأسوئها، وإنما بعد وفاتك مباشرة وهذه حقيقة لا لبس بها، وسأذكرهم بالأسماء والوقائع يا أبا احمد في مذكرات سأدونها للتاريخ لاحقاً لكي يعرفوا بأن القضاء على دور ديوانك له ثمن غير الثمن الذي قبضوه من أسيادهم ، ويُأسفني أن اقول لك ضاعت ثقتك يا أبا احمد بمن وضعتها بهم ، نعم ضاعت واندثرت وسط هذا الهرج الوطني الذي يتخبطون به يمنة ويسرى وفقدوا السيطرة على زمام الأمور واستولى على الحركة الوطنية التي أسستها صبيان التجار وسدنة الفساد.
رحمك الله يا أبا احمد فقد كنت وستظل مدرسة نقية تنهل منها الأجيال رغم كل الصخب الذي جاء بعد وفاتك ، وستظل ذكراك العطرة نبراسا لك وطني شريف صادق لا يخشى لومة لائم بقول كلمة الحق والحقيقة.
مُت فقيراً ولا تمت ذليلاً ، نعم فما أكثر من سيموتون أذلاء تطاردهم شخصيتك بمخيلتهم حتى أخر يوم بحياتهم يا أبا احمد نتيجة لما قاموا به من دور تدميري وتخريبي لكل ما بنيته ، والمؤكد بأنك يا أبا احمد لم تتخيلهم في يوم من الأيام بأنهم سيقومون بهدم ما بنيته ولكنها الحقيقة التي عشتها وعايشتها وسأنقلها لك ولكل الشرفاء بمصداقية وتجرد ومهنية.
أدرك يا أبا احمد بأن هناك من ينتظر هذه المرثية كل عام برعب ويخشون أن اكشفهم بها ولكني أعدك سأكشفهم بمذكرات سأسطر بها كل الوقائع وبالأسماء.
أنور الرشيد

الآن - أنور الرشيد

تعليقات

اكتب تعليقك