'مثير للإعجاب'.. ناصر المطيري واصفاً التطور التنموي في تركيا

النهار

خارج التغطية  /  المشهد التركي

ناصر المطيري

تصادف وجودي في تركيا هذا العام مع انتخابات الرئاسة التي اعتلى فيها رجب طيب أردوغان منصب الرئاسة في هذه الجمهورية مترامية الأطراف التي تسمى آسيا الصغرى وهي دولة حدودها الجغرافية تتمدد بين قارتي أوروبا وآسيا ..
أردوغان الذي ينتمي فكريا لجماعة الاخوان المسلمين وكان قبلها رئيساً للوزراء وحاز أغلبية كبيرة في انتخابات الرئاسة صعد على سلم انجازاته التنموية التي استشعرها الناخب التركي فمنحه صك الثقة ليكون رئيساً للدولة عن استحقاق شعبي وشرعية انتخابية حقيقية ..
من يزر تركيا يشهد كم هي تتقدم تنمويا وبصورة تثير الإعجاب فهي اليوم في جميع مدنها الكبيرة ورشة بناء وتنمية ترسو على أسس قوية مستفيدة من امكانات بشرية.
الأهم والملفت للنظر أن أردوغان منذ أن كان رئيساً للحكومة التركية وهو اسلامي الفكر إلا أنه لم يطبع تركيا بطابع فكره السياسي فالشعب التركي يعيش حياته دون تأثير أو توجيه في حياته الاجتماعية ، أردوغان لم يمارس التوجيه الديني على الشعب وترك الحرية للناس في عيشهم وأسلوب حياتهم.
بعض الأتراك وصف لي إدارة الحكم «الأردوغانية» في تركيا بأنها «ديموقراطية اسلامية راشدة» تستوعب طبيعة الشعب التركي الذي نشأ لعدة أجيال مضت في ظل حكم علماني أتاتوركي ، فالأتراك بطبيعتهم أوفياء ويدينون بالولاء لأتاتورك مؤسس الدولة التركية وإن كانوا أيدوا اردوغان الإسلامي فلا يعني ذلك انقلابهم على ثقافتهم الاجتماعية وحتى السياسية بل هو تأييد للنجاح الذي حققه أردوغان في إدارة الدولة.
تركيا اليوم في الجغرافيا السياسية دولة لها موقعها المؤثر في المحيط الإقليمي والشرق أوسطي وهي لاعب رئيس في المعادلة الإقليمية في المنطقة، واتخذت حكومة اردوغان في السنوات الأخيرة العديد من المبادرات السياسية التي ساهمت في توجيه الأحداث في الشرق الأوسط وكان لتركيا مواقف سياسية ضاغطة تجاه اسرائيل تجاوزت المواقف العربية المتراجعة .