أين وصلت سياسة التكويت في 'الكهرباء والماء'؟!.. بهيجة بهبهاني متسائلة

زاوية الكتاب

كتب 595 مشاهدات 0


القبس

تحت المجهر  /  'الكهرباء والماء'.. من دون تكويت!

أ.د بهيجة بهبهاني

 

نشرت الصحف المحلية ان «وزارة القوى العاملة والهجرة المصرية» أعلنت عن «توافر فرص عمل للعمالة المصرية في الكويت في 14 مهنة مختلفة. وتشمل المهن المطلوبة أعمال صيانة وإصلاح الأجهزة الكهربائية، وأجهزة التحكم في جميع مواقع قطاع تشغيل وصيانة المياه في بعض المناطق، وصيانة وإصلاح كيبلات محولات الضغط العالي جهد 132/33/11 كيلو فولت، وكيبلات المحايد والأعمال المتعلقة بها، وتوريد وفحص خلل وإصلاح وتمديد وتركيب وصيانة كيبلات قيادية لشبكة الضغط المتوسط 11 كيلو فولت، والأعمال المدنية المتعلقة بها، وذلك في محافظتي الأحمدي ومبارك الكبير». ان هذه المهن المشار اليها في الاعلان دليل اكيد على عدم تحقيق رسالة المعاهد التدريبية الحكومية في اعداد الفنيين في مجالات اعمال صيانة واصلاح وتشغيل المياه والكهرباء، رغم اهميتها القصوى لضمان الامن والامان بالدولة وللحفاظ على حياة المواطنين والمقيمين، بالاضافة الى توفير الكهرباء للمستشفيات لاجراء العمليات الجراحية!

ان الرسالة التي يتطلع اليها «المعهد العالي للطاقة» بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب تحقيقها يتضمن توفير كوادر وطنية ذات كفاءة إنتاجية عالية عن طريق إكسابها المعرفة والمهارة والسلوك، بتقديم تعليم وتدريب عالي الجودة، يحقق احتياجات المتدربين وقيم سوق العمل، من خلال مدربين أكفاء واستحداث وتطوير برامج تدريبية واستخدام التكنولوجيا الحديثة في مجال التدريب داخل دولة الكويت..

وهنا نتساءل: اين يتم تشغيل خريجي هذا المعهد؟ هل يعملون في وزارة الكهرباء؟ وهل تم توظيفهم في مجالات تقطير المياه ومحطات التحلية؟! إذاً، لماذا تطلب دولة الكويت من جمهورية مصر العربية فنيين في 14 مجالاً من مجالات التخصص في اعمال الكهرباء والماء؟ وهذه المجالات من الاعمال تعتبر اساسية في كل الدول في العالم، لضمان التواصل مع الدول الاخرى ولاستمرارية عمل مختلف الاجهزة الكهربائية والالكترونية في الدولة وغيرها من ضروريات الحياة.

ان الدولة مطالبة بالزام خريجي «المعهد العالي للطاقة» بالعمل في وزارة الكهرباء والماء، فعلى سبيل المثال، فان غالبية خريجي كلية العلوم من جامعة الكويت يعملون في مجالات اخرى ليست لها علاقة بتخصصاتهم، مثل الامور الادارية والبنوك.. ان الدولة تصرف ملايين الدنانير من المال العام على المعهد، وقد وفّرت فيه الكفاءات من الهيئة التدريسية والهيئة التدريبية، بالاضافة الى احدث الاجهزة العلمية، فأين هم خريجو «المعهد العالي للطاقة»، ليعملوا في مجالات الكهرباء والماء، وأين وصلت سياسة التكويت؟! والله الموفِّق.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك