أنور الرشيد يكتب عن المشهد اليمني كما هو

زاوية الكتاب

كتب 1314 مشاهدات 0


المتابع للشأن اليمني لاشك بأنه سيصاب بالتشوش نتيجة  للإعلام المضلل الذي يعكس واقع يختلف عنه على الارض ، المشهد كما يراه العامة وكما يصوره الإعلام ليس حقيقا ، فهناك تحالفات وتبادلات بالمواقف بشكل لايمكن أن يصدقه البعض ، لذلك دعونا نسبر أغوار المشهد اليمني لكي نعرف من مع من ومن ضد من ومن كان متحالفاً مع من ومن كان عدوا بالأمس اصبح اليوم حليفاً.

قبل ثورة اليمن الربيعية وسيطرة شباب الحراك على ميادين صنعاء ومدنها وقُراها كان المشهد يُسيطر عليه ثلاثة اطراف أساسية وهم نظام على عبدالله صالح المدعوم من السعودية ودول الخليج والحراك الجنوبي في الجنوب والحوثيين في شمال صنعاء وكانوا بين مطرقة على عبدالله صالح وسندان السعودية خاضوا طوال السنوات الماضية لايقل عن ستة حروب ضروس دفع الطرفان بها دماء كثيرة ، والمؤكد بأن السعودية ودول الخليج كانوا يدعمون علي عبدالله صالح ، والحوثيين يقال بأنهم مدعومون من إيران ويحصلون على أموال وأسلحة وهناك جزيرة يتدربون بها تحت إشراف الباسادرن أو الحرس الثوري الإيراني ، هكذا كان المشهد اليمني قبل ما يعرف بثورة شباب التغيير، أما الأن فالمشهد مختلف تماماً اصبح به عدو الأمس حليف اليوم وحليف الأمس اصبح عدو ، ومن كان يقول بأن الحوثيين يحصلون على دعم إيراني من أموال وأسلحة ، أصبح اليوم حليف للحوثيين ويقاتل معهم إلا وهو علي عبدالله صالح المدعوم ولازال مدعوم من السعودية ودول الخليج ، اذن اكتمل المشهد الحالي يتغير التحالفات وتبدل المواقف ، السؤال هنا لماذا تغيرت هذه التحالفات ، اليوم الموقف في اليمن يسيطر عليه الشرعية الثورية بعد أن تم إسقاط على عبدالله صالح وسلة الفساد وتخلي الإخوان المسلمون عنه وأنضمامهم في حراك شباب التغيير ، وكان لهم دور كبير وواضح من خلال تخلي زعيمهم الأحمر عن حليفه علي عبدالله صالح الذي هو حليف السعودية ودول الخليج ، والإخوان المسلمون أيضاً كانوا حلفاء ولكن عند انطلاق الثورة وتبدل المواقف التي عكستها موازين القوة على الارض تبدلت معها التحالفات ، والتوجه الخليجي بقيادة السعودية هو القضاء على تنظيم الإخوان المسلمون بالمنطقة ، لذلك اصبح من مصلحة السعودية عن طريق علي عبدالله صالح أن يضعوا يدهم بيد الحوثيين ، وهنا يُثار تسائل حقيقي هل اتفق السعوديون مع الإيرانيون على دعم الحوثيين وعلي عبدالله صالح ؟ ليس بالضرورة أن يكون هناك اتفاق ، ولكن طالما مصلحة الطرفين تمشيان بخط متوازي ودون صدام تمضي الأمور في هذا الملف تحديدا، وهنا يُثار تساؤل اخر إلى متى سيستمر ذلك التحالف غير المعلن الذي فرصته ظروف الواقع؟ من خلال ما تم تداوله الأسبوع الماضي بمحاولة تخفيف حدة الهجمات الطائفية في السعودية ومن خلال محاولة روحاني تخفيف القيود على الحجاب ، وبقراءة هاذين الموقوفين بتمعن وربط عدة خيوط ومحاور مع بعضها خصوصا وأن ما تم ملاحظة أن هاذين الموقوفين ينسجمان مع متطلبات هذه المرحلة والمرحلة المقبلة بمكافحة التطرف وزيادة جرعة الأنفتاح ، هكذا هو الحال بين القطبين اللذان يحددان التوجه في المنطقة ، ومن سيدفع ثمن ذلك هم الأخوان المسلمون أن لم يحسنوا اللعبة السياسية ويبتعدوا عن المشهد اليمني وإلا فأن قوة الحوثيين وعلي عبدالله صالح راعي شبكة الفساد التي تأسست بعهده والناصريين والبعثيين مدعومين من أكبر قوتين في المنطقة ستسحق المكتسبات الثورية لشباب اليمن وسيكونون هم الوحيدون الخاسرون وسيخرج منها الأخوان المسلمون بأقل الخسائر أسوة بالتجربة التونسية ، لذلك اليوم الشهد في اليمن يمثل طرفين الحوثيين وعلي عبدالله صالح وشلة الفساد معه والناصريين والبعثيين كطرف تدعمهم السعودية وإيران والمطرف الأخر الشباب الثوري والإخوان المسلمون كل ذلك للقضاء على أي مكتسبات لثورة الشباب اليمني ، ولاننسى بأن النظامين السعودي والإيراني هما النظامين الوحيدان المستفيدان من القضاء على أي مكتسبات ثورية في الربيع العربي .

كتب - أنور الرشيد

تعليقات

اكتب تعليقك