عن سور الكويت الرابع!.. يكتب صالح الشايجي

زاوية الكتاب

كتب 821 مشاهدات 0


القبس

بلا قناع  /  الصباح الأحمد

صالح الشايجي

 

كل حبة رمل كويتية زيّنها تاج..

وكل قطرة ماء في بحر الكويت تُوّجت..

كل طير على «سدرة» كويتية نال تاجا..

وكل نجمة في سماء الكويت بزّت قريناتها بتاج يتلألأ فوق رأسها..

صار للنهمة الشاقة فضاءات الصمت.. تاج تُحلّي به رأس «النّهّام» وتتحلى به..

«للتّباب والغيص والمجدمي والنوخذة».. رايات تتلألأ فوق مركبهم النازف عرق البحر والشارب ملحه..

ولكل كويتي عتيق في الموت أكل التراب عظامه منذ مئات السنين.. تاج على قبره.. يقول بفخر «أنا كويتي»..

لأبي الغارق في موته منذ عشرات السنين.. ولأمي الصامتة تحت التراب..

لخالي وعمي.. ولجدي الذي أنساه الموت ذاكرة الحياة..

وللشهيد القديم الذي اقتحم الموت بخيل عاصفة تحمل تحت سنابكها موتا لمن غزا الجهراء.. أو اعتلى منبر الشهادة في «الصريف» و«الرقعي»..

ومعارك الموت من أجل البقاء..

وللشهيد الذي صرف النظر عن الحياة ودفع بها للوطن الكويتي رادا غائلة الغدر الصدّامي..

ولي ولك.. لابنتي وابنتك.. وولدي وولدك..

لكلنا للكويت كلها.. تاجٌ ألبسنا إياه «صباح الأحمد»..

تلك الشهادة الأممية التي منحت لصباح الأحمد.. هي سور الكويت الرابع..

هي شهادة حق مستحقة نالتها الكويت والكويتيون جميعا لا صباح الأحمد منفردا..

قليلا ما ينطق العالم بالحق.. ويشهد شهادة الحق.. فإن نطق فهو لأنه لم يطق صبرا وما تحمل كتمان الشهادة..

صحوة ضمير أنصفت الكويت تاريخا وحاضرا.. أرضا وبشرا..

لا نشكر أحدا عليها.. سوى أنفسنا.. وسوى صباح الأحمد الذي نالها بحسن الصنيع وطيب الفعل وبالأيدي الممتدة في البعيد تبحث عن عار تكسوه أو جائع تطعمه أو خائف تؤمنه..

ولم يكن هذا طبعا كويتيا «نفطيا» تطبّعناه بعد النفط والثروة.. بل هو طبع كويتي أصيل منذ أيام العوز والجوع والهجرة الى البحر.. الى المجهول الى الموت المحتمل..

ما كلّت يد كويتية من فعل العطاء..

وما امتدت يد كويتية.. تسأل عطاء..

كان أبناء المدن الخضراء اليانعة بساتينها والجارية أنهارها.. يفدون الى الكويت الفقيرة.. طارقين أبواب رزقهم في «سكيكها» و«فرجانها» وأسواقها الشحيحة..

ولم يرحل كويتي واحد باحثا عن رزقه في ديار الآخرين..

لم تغره خضرة «البصرة» ولا ظلال نخيلها ولا مواويل عُزّاق أرضها.. لاستيطان نخلة يهزها إليه لتساقط عليه رطبا جنيا..

ولم تبهره «الهند» بسحرها الأخّاذ ليجول في شوارعها يتصيد رزقه..

بل كان يذهب الى تلك وهذه سيّدا ويعود سيّدا..

كان «قائدا انسانيا»!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك