'غير موفق'.. الدعيج واصفاً استبعاد إيران وسوريا من تحالف محاربة الإرهاب

زاوية الكتاب

كتب 638 مشاهدات 0


القبس

سوريا.. إيران.. لم لا؟

عبد اللطيف الدعيج

 

تأكيد الرئيس عبدالفتاح السيسي ان مكافحة الإرهاب يجب ان تكون شاملة. وان المواجهة يجب ان تشمل كل اشكال وأنواع وتنظيمات الإرهاب، هذا التأكيد في محله، ويجب ان يبقى حجرا أساسيا لتشكيل أي تحالف دولي لمواجهة الإرهاب.

والشمول في نظرنا هنا من جانبين، فهو يعني مواجهة كل من يحرض على التطرف او إقصاء الغير. مهما كانت النوايا او الوسائل المطروحة لتحقيق هذا الاقصاء. فكما قلنا سابقا، ليس هناك إرهاب عنيف وإرهاب ناعم. ففرض أي سلوك على الغير او اقصاؤه هو إرهاب. تم بالعنف او بالإكراه، بقوة القانون او بقوة المنظمات الإرهابية التي يتوالى افرازها في المنطقة من قبل المتعصبين لمعتقداتهم او المغرمين بآرائهم.

كما يعني هذا الشمول أيضا ضم كل من يعاني من الإرهاب الدولي، وكل من لديه الرغبة للمساعدة في دحض هذا الارهاب. ان مساعدة او الانتصار للشعوب ضد مضطهديها امر، ومواجهة الإرهاب امر آخر. فرغم النبل والضرورة التي تجمع الاثنين، يبقى ان هناك من يهدد السلام العالمي ويشكل خطرا على المحيط، وهناك من يتوقف خطره على ذاته او على شعبه وحده.

ان التحالف الدولي المنوي تشكيله ضد الإرهاب يضم دولا وانظمة بعضها يمارس الاضطهاد والحجر على الحريات في مناطقها. لهذا فان استبعاد النظام الإيراني او حتى نظام دمشق من هذا التحالف لا ينسجم والدعاوى الخالصة لمكافحة الإرهاب. بل يبدو لنا مهما أحسنا النية انه ممارسة لإرهاب واقصاء من نوع جديد يتولاه التحالف المزمع.

ان إيران «دولة دينية»، هذا صحيح، كما هو صحيح أيضا وجود دول دينية أخرى ضمن التحالف، ودول ــ مثل دولة الكويت الديموقراطية ــ يهيمن على بعض مؤسساتها المتطرفون الذين ينشرون ويبشرون بالإرهاب.

ان محاولات استبعاد إيران وحتى النظام السوري. محاولات غير موفقة، وتطرح أسئلة مشروعة حول ماهية التحالف. وهل هو تحالف ضد الإرهاب ام هو تحالف مغلف بأطر وجلود دولية؟

ان اهم بل اول أسباب انتشار التطرف والإرهاب الحالي في المنطقة يعود الى ما نوه اليه الرئيس السيسي من «الابعاد الجديدة التي بدأت تطرأ على صراعات المنطقة، والتي تستهدف تأجيج الخلافات الطائفية والمذهبية، وهي الصراعات الناجمة عن تهميش بعض المذاهب او الطوائف». وما يبدو لنا حاليا هو تهميش «طائفي» متعمد لإيران والنظام السوري.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك