التعديل الوزاري بات حتمياً!.. هذا ما يراه خالد الطراح

القبس

من الذاكرة  /  إعادة هيكلة أجهزة الدولة

خالد أحمد الطراح

 

ربما بتنا قريبين من التعديل الوزاري الذي بات حتميا لأسباب عديدة، لذا لابد أن تنظر الإدارة الحكومية بحجم واختصاصات بعض الوزارات بما يتناسب مع عمليات الإصلاح والتنمية المنشودة.

وزارة الشؤون إحدى أجهزة الدولة التي تحتاج إلى إعادة هيكلة، فثمة العديد من القطاعات التابعة للوزارة باتت متشابكة وعبئا على الوزارة نفسها، وعلى الحكومة ككل.

فعلى سبيل المثال، تتبع وزارة الشؤون قطاعات مختلفة من حيث طبيعة العمل، فبعضها ذو بعد دولي كقطاع العمل الخيري وحقوق الإنسان (العمل والعمالة)، والبعض الآخر ذو طبيعة حساسة للغاية، وهو قطاع الرعاية الاجتماعية الذي يضم أيضا دور الرعاية الاجتماعية، إلى جانب الأمور المتعلقة بالمطلقات والأرامل وشؤون اجتماعية مختلفة.

منذ سنوات واجتماعات حقوق الإنسان التي تعقد في جنيف تحضرها وفود تمثل الشؤون، وقلما تحقق الكويت تقدما في ميدان حقوق الإنسان، ليس بسبب أن الكويت من الدول التي تضطهد الإنسان، وإنما بسبب أن الوفود التي تحضر تستمع أكثر من أن تناقش!

في إحدى السنوات، وبعد أن قدم الأمير الراحل الشيخ جابر الاحمد الصباح- طيب الله ثراه- مشروع منح المرأة حقوقها السياسية، وللأسف لم يحظ بموافقة المجلس بفارق بسيط، التقيت بالصدفة مع احد أعضاء وفد الشؤون المتوجه إلى جنيف، واقترحت حينها أن تتصدر تقرير الكويت مبادرة الأمير الراحل، باعتبارها مبادرة مميزة جاءت من رأس السلطة، وهي دلالة على حرص السلطة على تقدير المرأة ومنحها مكانتها المستحقة في المجتمع. للأسف لم يكن هناك حماسة وتفهم لهذا الجانب المضيء في ميدان حقوق الإنسان في الكويت.

هناك قطاع الرعاية الاجتماعية الذي مني للأسف بفضائح «تعدٍ واعتداء» على حقوق نزلاء دور الرعاية الاجتماعية، أسفر بعضها عن حالات وفاة مؤسفة لشباب في مقتبل العمر، وما زلنا نجهل نتائج التحقيق، أو ماذا تبدل في أسلوب الإدارة!

من الصعب أن تستمر الشؤون على وضعها الحالي، فالمفروض أن بعض القطاعات تتحول إلى هيئات مستقلة يعمل بعضها تحت مظلة وزارة الخارجية نظرا لطبيعتها، على أن تسبق العملية غربلة إدارية من اجل أن ينتقل اليها نخبة الموظفين، فيما يتم أيضا إنشاء هيئة مستقلة للرعاية الاجتماعية، وربما ضمها إلى مكتب الإنماء الاجتماعي. وزارات عديدة تحتاج إلى إعادة هيكلة حتى يتحقق ما نصبو إليه من طموحات وتطلعات.