عن مصير الأموال التي تحولت من إخوان الكويت إلى إخوان مصر!.. يكتب خليل حيدر

زاوية الكتاب

كتب 2678 مشاهدات 0


الوطن

طرف الخيط  /  أموال الإخوان.. مثل أموال مبارك

خليل علي حيدر

 

تم تخفيف حكم الاعدام على مرشد الاخوان المسلمين في مصر الى السجن المؤبد، ولكن احد القيادين المنشقين عن الاخوان، «سامح عيد»، صاحب كتاب «تجربتي في سراديب الاخوان»، يقول ان «محمد بديع».. ليس المرشد الحقيقي للاخوان!
«هناك قيادات علنية وأخرى سرية في تنظيم الاخوان، حتى انه من المشهور ان عمر التلمساني – مرشد الاخوان الاسبق – لم يكن رقم واحد في الجماعة باعتباره المرشد العام، لأن هناك دائما الزعيم الخفي رقم صفر، وكان وقتها كمال السنانيري، واذا تحدثنا عن المرشد الحالي وهو محمد بديع، نجد ان هناك من يسبقه في التنظيم وهو محمود عزت، فهو وفقا للتنظيم المسؤول عنه اسريا. فالمرشد الحالي ليس هو من يدير الجماعة، ولكن الحاكم الفعلي هو محمود عزت ومجموعة النقباء الذين يمثلون التنظيم الخاص داخل الجماعة ولا يصل عددهم الى 1000 شخص، وهؤلاء هم من يُطلق عليهم كهنة المعبد الحقيقيون». (الأهرام العربي، 2013/7/27). يبدو ان تنظيم الاخوان، مثل حزب البعث وبقية الاحزاب السرية، الاساس فيه «الكادر التنظيمي» لا الواجهة وما يُقدم للجمهور.
فقد تبرز ضمن ركاب الاخوان شخصية ما، ويظن عامة الناس انه قيادي خطير في الجماعة، «ولكن إذا قلّبت في أوراقه قد تجده منتسباً من الدرجة الدنيا».
تبدأ رتب الجماعة برتبة محب، ثم مؤيد، ثم عامل ثم نقيب. «وتعتبر درجة النقيب هي الاعلى»، يقول سامح عيد، «والحاصلون عليها يندرجون تحت التنظيم الخاص لمحمود عزت».
إعداد الاخوان لا يقتصر على القراءة والاستذكار، بل يتضمن كما هو معروف «الرحلات الجهادية»، وتحفيز الافراد على الالعاب القتالية كالكونغ فو والكارتيه. كذلك، يضيف، «هناك ما يسمى بالمعسكرات التي يتم تنظيمها على الشواطئ، فالجماعة تحصل لأعضائها على خيام أو شقق لا تتجاوز الخمسين مترا، يتم تفريغها من السراير، وتسكين عشرين فرداً فيها، ينامون على الارض للتعود على التقشف، فهي حياة اشبه بحياة السجن بكل تفاصيلها، حيث يتم وضع عشرة في كل غرفة، في وجود حمام صغير رائحته فظيعة، وفي المحاضرات يتم جمع عشرين عضوا في غرفة واحدة لسماعها، وعادة ما تكون عن الجماعة والدعوة والفرقة الناجية وشمولية الاسلام وبطولات الاخوان في الماضي وحسن البنا والسرية، ولابد ان تصاحب ذلك عمليات التمويه، حيث يتم وضع فرد أو اثنين أو ثلاثة يلعبون الكوتشينة أو الطاولة خارج الخيمة».
ويقول سامح في المقابلة انه سافر إلى اليمن للعمل والتدريب وفق تنظيم الجماعة هناك ويقول ان «للمصريين تنظيمهم الخاص المنفصل عن التنظيم الاخواني اليمني».
وهذا نفس ما قاله د.ثروت الخرباوي عن ان للمصريين من الاخوان في الكويت تنظيماً مستقلاً عن تنظيم الكويتيين. (انظر «الوطن»، 2013/1/14).
ويقول سامح انه تجادل مع مسؤوليه حول قضايا السمع والطاعة في الجماعة، و«بسبب تحفظاتي تم تحويلي الى التحقيق».
«قال احد المحققين معي انه ليس من الادب ان تقول ان الامام حسن البنا اخطأ. وعندما حاولت الرد بموقف سيدنا موسى من الخضر وعدم استسلامه وطاعته للاوامر، وكيف انه كان متمردا على عالم مرسل اليه من رب العالمين، وان الشيخ الشعراوي قال عنه التمرد الايجابي، ردّ المحقق بأن سيدنا موسى اخطأ يا أخي، ولم يحاول ان يراجعه احد من الاخوة الموجودين، وانه اذا كان سيدنا موسى اخطأ فليس من الادب ان تقول حسن البنا اخطأ».
واضاف سامح عن مدى ثقة الاخوان المطلقة بأفكارهم في حكاية طريفة فقال: «حدث مرة ان قال أخ لنا نحن في طريق نظنُّ انه هو الحق، وعندها انتفض احد القيادات الوسطى قائلا له: «حتروح لربنا تقول له أظنُّ؟ وانك كنت بتجرب؟ نحن على يقين بأننا على حق».
ومن جوانب عمل الاخوان التي تطرق اليها سامح اساليب عملهم في الانتخابات، التي كانوا يسعون دائما لخوضها وبشكل اكبر في الجامعات: «وقد كانت الاوامر تصدر لنا بحبس القيادات الجامعية الموكل اليها امر الترشيحات، وقد شاركت في إحداها حتى يوافقوا على ترشيح طلاب الاخوان، ولا مانع ايضا من تشويه سمعة المنافسين من اجل العمل على اسقاطهم في الانتخابات».
وعن الجانب المالي والاستثماري قال ان فتوى الشيخ القرضاوي باعتبار البنوك ربوية، «بدأ الكثير من الاخوان في اقامة مشاريع مختلفة ما بين المقاولات وتجارة الملابس والذهب والمواد الغذائية، وبدأوا يوظفون لدى اخوانهم اموالهم على نسبة متفق عليها من الارباح، ومن هنا اغتنى الكثيرون منهم، وزاد تمويل الجماعة».
وبما ان الجماعة غير قانونية كان من الضروري ان تبحث عن أسماء مثل حسن مالك وخيرت الشاطر، اللامعين في عالم البزنس، بحيث يكون دخول الملايين وخروجها غير لافت للنظر.
واضاف ان الاموال كانت تسجل بأسماء اشخاص قد يتوفون فتكون هذه الاموال من صالح الورثة.
ما مصير الاموال الكويتية التي تحولت من اخوان الكويت الى اخوان مصر على مدى ستين أو سبعين سنة؟ كيف كانت تتحول وباسم من تسجل؟ وهل شاركت جهات رسمية أو شبه رسمية فيها؟ لا أحد يتحدث!.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك