عن سياسة التسكين والتهدئة!.. يكتب محمد الشيباني

زاوية الكتاب

كتب 864 مشاهدات 0


القبس سياسة التسكين والتهدئة..!! د. محمد بن إبراهيم الشيباني اشتهر هذا النوع من السياسة في عام 1936 في أوروبا، ويتمثل في حرص الحكومات الأوروبية على التهدئة بين دولها، وقد عزمت على هذه السياسة لخوف بعضها من بعض، ويتحدث المؤرخون عن هذه الحقبة أن من آثارها رفع العقوبات الاقتصادية عن إيطاليا عام 1937م نهائياً. كان هناك شعور بين دول أوروبا أن من بين دولها من يريد تمزيقها وضعضعتها، وكان شعور حكامها في محله، حيث بدأت الهتلرية تتسلل، وكان ساعدها الأيمن هو موسوليني الإيطالي الذي كانت جيوشه تحتل الكثير من المناطق والدول في القارة الأفريقية «ومنها الحبشة وليبيا» وغيرها. الهدف من هذه المقدمة أنه تحتاج الدول المتحالفة مع بعضها والقريبة دولها من بعض أن تستخدم هذه السياسة فيما بينها (التسكين والتهدئة) وليس الصراع والمعانفة وتأليب بعض على بعض، ونظرة الدول الكبيرة القوية للدول الصغيرة الضعيفة باحتقار وتهوين، مما يدفع ويجعل هذه الدول الضعيفة إلى الانضمام إلى دول بعيدة فتتحالف معها، فتكون في هذه الحالة قد وضعت شوكة في خاصرة تلك الدول، ولاسيما إذا كان الوضع الجغرافي حساساً. مشكلة الدول المتقاربة جغرافيا وعسكريا أن كل واحدة منها تظن أنها الأقوى، وأن القيادة والريادة ينبغي أن تكونا عندها أو عن طريقها، وعلى الدول الأخرى أن تسمع وتطيع وإلا! وهذا لا يصلح في هذه الأزمنة التي أصبحت فيها الدول الصغيرة أو الضعيفة عسكريا أو شعبيا تملك من الموارد الطبيعية ما تملك، ويستهوي الدول الكبيرة والبعيدة التحالف معها في تحالفات عسكرية أو اقتصادية أو سياسية تؤذي بها جيرانها لو كانوا يعلمون. الدول الصغيرة اليوم أصبحت تملك إعلاماً وتحالفاً مع الغير وثروات، بل خبرات سياسية تستطيع بها أن تعيش بين الكبار بالكر والفر والمخادعة والمراوغة. والله المستعان. • أتحدث إليكم: «عن بغداد الأمس البعيد، يوم كانت بغداد حاضرة الدنيا وعاصمة الأرض، وكانت أعز وأجل مدائنها، وكان الخليفة الذي يقيم فيها أكبر أولئك الملوك، ودولته أقوى تلك الدول.. لا عن بغداد اليوم ..!!»، (العلامة علي الطنطاوي).
القبس

تعليقات

اكتب تعليقك