لماذا ركبوا الموجة…؟!!‎ بقلم عبدالكريم الشمري

زاوية الكتاب

كتب 838 مشاهدات 0

عبدالكريم دوخي الشمري

الكرامة والعزة والحرية أخلاق متجذّرة في النفوس الأبية وتظهر آثارها جلية على سلوك كاسبيها باحترامهم لأنفسهم واحترام الآخرين وعدم تمكين الأراذل من تدنيس اسمهم بالبعد عن الأماكن والمجالات التي يكثر فيها وجود الأراذل وعدم تمكين أحد من خدش كرامتهم وتنقّصهم بالبعد عما لا قبل لهم به وعدم التشوّف للصدام وهم على يقين بأنه محسوم العاقبة لأعداءهم،ولا أدل على ذلك من قول رسولنا ﷺ:(لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه!قيل كيف يا رسول الله؟ قال:يتعرّض من البلاء لما لا يطيق)،فالمؤمن عزيز ببعده عن التعرّض للبلاء والتشوّف للصدام مع من لا قبل له به قبل تهيئة نفسه معنويا وماديا…ولا يشين جمال هذه الأخلاق الكريمة إلا المتصنعون لها والمتسللون لها بغير وجه حق…وذلك عن طريق استغلال الظروف وركوب الموجات وادعاء الحرية وتوظيفها لخدمة أغراض دنيئة أو نزوات لمراهقة متأخرة متعطّشة لروح المغامرة أو لمحاولة تكميل وسد النقص الذي تجذّر في نفوسهم…!
أبرز من يجسّد حالة تصنّع الكرامة والعزة والحرية هي الجموع التي تركب موجات المطالبة بالإصلاح وهي'غرقانه لأذانها' بالفساد على المستوى الشخصي والعائلي والوظيفي…فهذه الجموع تركب الموجات هذه لأنها تتحصل من وراها على مجد وهمي يسلّيها عن واقعها البئيس ويقضي لها أوقات فراغها الممتدة إلى مالا يقل عن 20 ساعة يوميا…!؛ولأن من يركب الموجة هو أكثر استغناء عن التبرير ممن يخالف مسار التيار…وهذا ما يريده هؤلاء…؛لأن أبسط حوار عقلاني يحث راكبي الموجات على الإلتفات إلى أنفسهم والنظر لحالهم وما هم فيه من فساد شخصي ووظيفي وتاريخ متقدّميهم كفيل بزعزعة ما رُسّخ في نفوسهم من قبل رموزهم بأنهم مناضلون سيأخذون مكانتهم اللائق بهم في صفحات التاريخ!.
أضف إذا ذلك أن المبُرَّرَ له يشعر بعلو نفسي على من يبرِّرَ له…لأنه في موقع الملقي والمُبرِّرُ في موقع المجيب…!،والواقع الذي تعيشه البلدان العربية وما فيها من فساد…يجعل الفاسد الذي يتصدى -بغير وجه حق-للكلام على محاربة الفساد بشتى الوسائل -حتى لو كانت تُعقب فسادا أعظم مما يحاربه- أفضل حالًا -عند النظرة السطحية- من العاقل الذي يدعو لمحاربة الفساد بمالا يعود على المجتمعات بحال أفسد من الحال المُراد تغييرها…لأن له من واقع الحال شواهد ظاهرة تساعده على الثبات في موقع الملقي والناقد وتضعّف من مكانة وموقع العاقل المجيب والمبُرِّر…ولكن تعاقب الأيام واشتداد المعركة يكشف حالهم وهوان نفوسهم وانعدامهم من الحياء والكرامة…وثبات العاقل الذي لا يكل ولا يمل عن محاربة الفساد بشتى أنواعه أوضح دليل على صدق كرامته وعزّته…فالمسألة في حقيقتها مسألة وقت يُسمح فيه للفاسد من تجسيد دور البطولة ولكن عند أول اختبار يرجع الفاسد لحجمه الطبيعي والعاقل لمكانته اللائق به!
هذه أبرز الأمور التي تعد من القواسم المشتركة بين أغلب أفراد الحركات الجماهيرية…وإلا هناك أمور أخرى كالسعي خلف الشهرة والمال وغيرها…ولكن هذه الأسباب على كثرتها لا ترتقي لأن تكون قاسم مشترك بين الأغلب منهم…؟!!!

عبدالكريم دوخي الشمري

الآن - رأي: عبدالكريم دوخي الشمري

تعليقات

اكتب تعليقك