السوريون يريدون العودة إلى بيوتهم وليس أموال التبرعات!.. بنظر حسن كرم

زاوية الكتاب

كتب 659 مشاهدات 0


الوطن السوريون لا يريدون أموالاً يريدون العودة إلى بيوتهم..!! حسن علي كرم تستعد الكويت لاستقبال المؤتمر الثالث للمتبرعين للاجئين السوريين. ويأتي هذا المؤتمر بعد المؤتمرين المماثلين اللذين انعقدا على ارض الكويت في توقيتين متقاربين. ولعل المؤتمر الثالث للمتبرعين لن يكون بأفضل حال عن المؤتمرين السابقين. حيث ان بعض الدول والصناديق الخيرية التي تعهدت بتقديم تبرعات الى اللاجئين السوريين قد تقاعست عن تعهداتها ما ادى الى حدوث ازمة نقص في التمويل..!! حسب ارقام رسمية او شبه رسمية وصل عدد السوريين الذين تركوا بيوتهم وفروا الى مناطق آمنة سواء في داخل الوطن السوري او خارجه نحو الـ(8) ملايين شخص. يشكلون نحو نصف السكان السوريين. وبغض النظر عن اعمار ومؤهلات السوريين النازحين فالاهم ان هناك ازمة حقيقية يجترعها هؤلاء النازحون من نقص في الغذاء والكساء وتعليم الابناء..الخ. الازمة السورية تدخل عامها الرابع وهي مرشحة لسنوات اطول. فهل الذين حركوا للانقلاب على نظام بشار الاسد توقعوا ان تطول الازمة الى سنوات دون ان تؤثر على قدرات النظام او تؤثر على معنوياته..؟!! والعقلاء الذين تنادوا بالحل السياسي ضاعت اصواتهم في هوجة العناد والغرور ولم يكن ثمة امكان للنفاذ للحل السياسي في ظل منطق السلاح وعض الاصبع..!! سورية اليوم لم تعد سورية بشار الاسد. ولا سورية الداعشيين ولا سورية النصرة ولا سورية حزب الله ولا الحرس الثوري الايراني. وانما سورية اليوم تكاد تتمزق الى اشلاء واجزاء وكل طرف يحاول ان يتمسك بأشلائه وفي كل الاحوال الخاسر الاكبر هو الانسان السوري الذي خسر كل شيء البيت والمال والاهل..!! التبرعات مهما عظمت ارقامها المليارية لن تفي للسوريين مطلبهم وهو العودة الى منازلهم وتحقيق الامان. لعلنا نتفق مع الذين يقولون ان الوضع في سورية هو الاخطر على امن المنطقة. فالدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) ولدت من رحم الازمة السورية ومثلها النصرة وتدخل حزب الله اللبناني والحرس الثوري الايراني وقوى قتالية اخرى هذا بجانب الجيش السوري الحر والقوى الكردية وغيرها كلها الآن موجودة وتحارب وكلها تمني النفس بالنصر المؤزر القريب لجانبها.. زعيم الدولة الاعظم قوة والاقوى نفوذا والتي تقود الحرب على فلول العصابات الداعشية في العراق وسورية باراك اوباما يعلن يأسه واكتئابه من النصر القريب على الداعشيين. ويبشر بطول الحرب لسنوات. وهذا يعني ان امتدادات الحرب على الداعشيين قد تصل الى خارج حدود العراق وسورية وربما قد تصل الى اقدامنا ولم لا أليس لهذه الأفكار الشيطانية وجود سرطاني بيننا..؟!! والآن نتساءل بعين الواقع وبقلب المحب للسلام والامان والاستقرار. ماذا حصد الذين تآمروا على نظام بشار الاسد. بمعنى دعونا نراجع الارباح والخسائر؟!! اموال ذهبت واسلحة اشتريت. وارواح ازهقت وملايين من البشر شردوا ومازال الوضع هناك على ارض الواقع في الخطوة الاولى..!! ما هو الحل. او اين الحل. هل الحل باستمرار المزيد من سقوط الضحايا وملايين المشردين. وفيما امراء الحرب يحتسون نخب الشامبانيا ويرقصون مع الحسناوات على انغام التانغو في قصورهم الفخمة. ام الحل باعتراف الجميع بالهزيمة. والقاء السلاح والجلوس وجها لوجه دون مكابرة او عناد والبحث في الحل الانجح وانقاذ ما يمكن انقاذه من اشلاء سورية الممزقة وتمكين السوريين الفارين والنازحين للعودة الآمنة الى بيوتهم؟ السوريون لا يريدون تبرعات. يريدون مساعدتهم للعودة الى بيوتهم.. هذا هو الحل اذا كان هناك من ضمير انساني يسعى على كفكة الدموع عن عيون الاطفال والثكالى والارامل.
الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك