مناهجنا التعليمية يجب أن تبنى على مبدأ التربية من أجل المواطنة!.. برأي سلوى الجسار

زاوية الكتاب

كتب 696 مشاهدات 0


الوطن

رؤيتي  /  المناهج التعليمية بين التقليدية والوطنية!

د. سلوى الجسار

 

تابعت في الإعلام قرار وزارة التربية في استبدال مقرر (الوطن العربي) للصف العاشر الى مقرر (تاريخ الكويت والتربية الوطنية) حيث يهدف المقرر إلى ترسيخ مفهوم المواطنة ودعم مادة الدستور وحقوق الإنسان، جاء ذلك في تصريح وكيل قطاع المناهج في الوزارة.اليوم للأسف نستمر في نفس منهجية العمل في التعامل مع منظومة تطوير المناهج التعليمية والتي يعتقد المسؤولون في وزارة التربية أنها مازالت تمثل مشروعاً ناجحاً ولعل قرار اللجان التي أصدرت وأوكلت لها مهمة بناء وأعداد وتأليف كتب الاجتماعيات في المرحلة الثانوية (علم نفس، وفلسفة، واقتصاد وجغرافيا) على ان يقدم العمل خلال (أربعة شهور) يجعلنا نتساءل هل يعقل عمل مهني وعلمي لبناء منهج تعليمي يواكب المستجدات الحالية والمستقبلية ينجز خلال هذه المدة القصيرة؟ إضافة الى أنها قرارات لم تكن من بين أعضاء اللجنة المتخصصين من كليات التربية وكأن التأليف هو قصة وليس كتاباً مدرسياً؟ والسؤال هنا: هل مقرر دراسي واحد سيعمل على ترسيخ مفهوم المواطنة؟ ولصف دراسي واحد؟ في مرحلة دراسية تمثل أهم المراحل التعليمية التي تعد المتعلم للحياة العملية والجامعية.
إن المدرسة تعتبر ذات مسؤولية كبيرة وهامة في تعزيز وتنمية مفاهيم وقيم المواطنة والتي تسهم في تشكيل شخصية الطالب من خلال منظومة المناهج الدراسية والتي تشمل المقررات الدراسية وطرق التدريس والأنشطة التعليمية وغيرها. ويعتبر المعلم أداة هامة في تنمية المواطنة فهو محرك العملية التعليمية من خلال ممارسته لأساليب التدريس المتنوع وربط التعليم المعرفي بالتعليم المهاري والوجداني. من هنا فتربية المواطنة هي جزء أساسي لسياسات التعليم لكل دولة وعلى كل معلم بحسب تخصصه ان يعمل على تنمية أهداف التربية الوطنية وقيم المواطنة لذا فإن جميع المقررات الدراسية يجب ان تخدم المواطنة وتعمل على تنميتها. ولا يمكن ان تخصص لها مادة دراسية محددة أو مجال دراسي كما هو في مجال الاجتماعيات، وهذا ما وجدناه في قرار مسؤولي وزارة التربية وكأنهم بمعزل عن المعايير العالمية في تعليم المواطنة. هذه المعايير تؤكد ان التربية من اجل المواطنة هي الهدف الذي يجب ان تبنى عليه المناهج التعليمية في كل المراحل الدراسية وعدم الاكتفاء بمقرر دراسي واحد او مرحلة تعليمية وكأننا نعود الى المفهوم التقليدي لتعليم المواطنة والذي يركز على تدريس المفاهيم العلمية بأساليب مجردة بعيدة عن التطبيق والممارسة. اليوم ما يواجهه المتعلمون في المجتمع أصبح أكبر مما تقدمه المدرسة ولم يعد التعليم المدرسي قادر على مواجهة هذه التحديات وللأسف ما زلنا مستمرين في تقديم تعليم تقليدي يوجه المتعلم الى التلقين والحفظ وبعيداً عن ممارسة المهارات وتعزيز القيم وإعداد متعلمين متمكنين من ممارسة أدوارهم الحياتية ومسؤولياتهم الوطنية.
إن ما يقدمه المسؤولون في وزارة التربية مازال بعيداً وبمعزل عن الإصلاح المدرسي المنشود لأننا مازلنا نعاني من معوقات وتحديات هامة يجب أن تكون على طاولة النقاش والحوار الموضوعي مع كل الأطراف المسؤولة عن إصلاح المناهج الدراسية، فمتى يعي المسؤولون والذين على رأس عملهم في وزارة التربية هذه الحقائق. إن مواجهة خلل النظام التعليمي لا يعتبر قراراً فردياً يختزل في المسؤولين معتقدين أنهم بعيدين عن المحاسبة والمساءلة، فكلامنا موجه إلى كل فرد تقع عليه مسؤولية المراقبة والمتابعة ولكن للأسف لا حياة لمن تنادي والضحية هم أبناؤنا لأن القرارات التعليمية جعلت من التعليم المدرسي حقل تجارب والظاهر أنه مستمر ولا نهاية له.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك