تأخرت كثيرًا يا أحمد السعدون…؟!! بقلم عبدالكريم دوخي

زاوية الكتاب

كتب عبدالكريم الشمري 1810 مشاهدات 0


وصول أحمد السعدون متأخرا لكشف الممارسات السيئة للمعارضة لا يعفيه من اللوم عملا بالقاعدة:'أن تصل متأخرا خير من ألّا تصل'…فعدم الوصول أحيانا يكون أخف على النفوس المنتظرة للوصول من الوصول متأخرا…!
فحال المعارضة واختراقها من قبل كثير من ذوي التاريخ العريق في خدمة الفساد والمفسدين لم يكن خافيا منذ بداية الحراك فلا يوجد مبرر لهذا السكوت الطويل…وكان حري بأحمد السعدون الذي أنكر الآن على بعض كتل المعارضة وضع يدها بيد الفاسدين بحجة أن المصلحة تقتضي ذلك أن ينكر على نفسه سكوته عن المندسين وسماسرة الفساد طوال فترة الحراك الماضية بحجة أن المصلحة تقتضي ذلك…!
كل ما قلتَه يا أبا عبدالعزيز في نقدك للتيارات السياسية كنتُ أقوله أنا وأمثالي منذ أكثر من سنتين…ولكن لأننا لا نملك هالة الرمزية السياسية ولم نتعود اللعب على حبال السيرك السياسي لأسر قلوب الجماهير وتطويعها لمصالحنا وكانت الحقيقة دائما هي رائدنا-في مجتمع يعظم القائل لا القول-لم نجد آذانًا صاغية…ولكن الحمدلله الذي أنطقك وجعل ما قلتَه حجة لنا قبل أن يكون ابراءً لذمتك أمام الله ثم التاريخ والشعب الكويتي…!
نحن لم نشك يوما يا أبا عبدالعزيز أن الأشخاص الذين ترعرعوا في كنف الفساد وامتلأت بطونهم من المال الحرام لا يمكن أن يكونوا نواة لمعارضة إصلاحية تنقل حال البلد مما هي عليه إلى الأفضل…!
بل أنا على يقين بأن الأيدي الفاسدة لا تجتث الفساد لتزيله -وإن ادّعت ذلك-وإنما غاية ما تفعله أن تستبدل نوعا من أنواع الفساد بنوع آخر من أنواع الفساد…!
وأنا على يقين بأن المعارضة التي تقصر الإستبداد وقمع الآراء المخالفة على الوسائل المادية'كالمطاعات'وتطلق يدها في ممارسة ماهو أشد في قمع الآراء المخالفة كشتم المخالف وتسفيهه وتخوينه والتنكيل به والإفتراء عليه عن طريق شبيحة الرموز سيكون حالها أسوأ من حال السلطة في قمع الآراء المخالفة بالوسائل المادية لو امتلكتها…؟!!
وأنا على يقين بأن المعارضة التي تمحور قضية الإصلاح والفساد على رمز أو اثنين وتحاكم الناس إصلاحا وفسادا إليهم…-فمن يحبهم ويطبل لهم سيصبح حرا ومناضلا وسيُتغاضى عن تاريخه المليء بالإنبطاح والدفاع عن الفاسدين وخدمتهم ومن ينتقدهم ستناله سهام التهم المعدة سلفا لكل مخالف=عميل خائن فداوي فاسد-لم تأتِ لبناء وطن جديد يتفيّء الجميع ظلال شجرته اليانعة…وإنما أتت لترضي غرور الديكتاتور الذي ترعرع في نفوس هؤلاء الرموز…؟!
نحن يا أبا عبدالعزيز لم نكن ننتظرك لتزيل عنا الغشاوة ونرى حقيقة التيارات السياسية…فنحن رأيناها وصرحنا بحقيقتها عندما كنتَ تمارس أسلوب'التكثّر بالفاسدين خير للمعارضة من تقللها بالأنقياء'…!
ختاما:
إن كان لرجوعك يا أبا عبدالعزيز فائدة فهي التأكيد على صحة ما كنت أقوله أنا وأمثالي من المستقلين…فحقك علينا أن نشكرك لتأكيد كلامنا…واحترامنا لأنفسنا يوجب علينا ألّا نسرف في شكرك والثناء على رجوعك المتأخر وتأكيدك لما كنا نقوله لأنه لم يأتِ في الوقت والكيفية المناسبة…؟!!!


عبدالكريم دوخي الشمري

الآن - رأي: عبدالكريم الشمري

تعليقات

اكتب تعليقك