ملف المسنين في الصحة 'شائك'

محليات وبرلمان

مسؤولون يطالبون بوقف إعانة المنسيين منهم ليتذكرهم أهلهم

1783 مشاهدات 0

من الأرشيف

طالب مسؤولون صحيون وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بوقف إعانة المسن الملقى في المستشفى، مؤكدين أنه سيكون حلا أفضل لدفع ذويهم على إخراجهم، لاسيما وأنه لا توجد آلية لدى المستشفيات تتيح إخراجهم.

واتفق عدد من مديري المستشفيات ومديري المناطق الصحية في تصريحات متفرقة لـ «الراي» على أن هناك إهمالا كبيرا من بعض الأسر حيال كبار السن المنسيين في المستشفيات، وأن لظاهرة عقوق الوالدين جزءا كبيرا منها، وذلك كون غالبيتهم يحتاجون لرعاية منزلية ومتابعة، لافتين إلى أن البعض من الأبناء يقوم بإلقاء المسن في قسم الحوادث حيث يدخل بعدها إلى الجناح، وهناك يترك لفترات طويلة مستغربين هذا التصرف، في وقت تخصص الدولة إعانة شهرية لكبير السن يستفيد منه المعيل.

وأشاروا إلى أن هناك برنامجا خاصا للرعيل الأول وكبار السن، تشرف عليه وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة الشؤون، حيث تتم متابعة المسن في منزله ويقدم له الكثير من الرعاية والخدمة، مشيدين بهذا المشروع الذي يعد من المشاريع الصحية المهمة التي تقدم في البلاد تجاه كبار السن والرعيل الأول.

وكشف المسؤولون أن مسألة إهمال المرضى في المستشفيات لا تقتصر على المواطنين، بل إنها تطول أيضا الوافدين، مبينين أن هناك مرضى من عدة جنسيات منها العربية والآسيوية بعضهم يعاني من الإعاقة، وبعضهم يعاني من الأمراض المزمنة، ومنهم أيضا كبار في السن، حيث أكدوا أنهم متواجدون لفترات طويلة وأنه يتسببون بضغط على الأسرّة حيث تم الاتصال بالسفارات التابع لها المرضى، فكان الجواب أنها غير مسؤولة وهناك كفلاء لهم،حيث يجري الاتصال أيضا بالكفلاء الذين يردون بأنه تم تسجيل قضايا هروب عليهم، وأن المسؤول عنهم حاليا هي وزارة الداخلية، مشيرين إلى أنهم أصبحوا في دوامة كبيرة لايستطيعون التعامل معها سوى أن يبقى المريض أو المهمل في السرير إلى أن أجل غير مسمى حيث لا يوجد قانون يتم من خلاله إخراج المريض من المستشفى.

مدير منطقة حولي الصحية الدكتور عبدالعزيز الفرهود قال إن ظاهرة المهملين أو المنسيين في المستشفيات قديمة وليست جديدة، فهناك حالات كثيرة لكويتيين كبار في السن كما هناك معاقون وأطفال مهملون يعانون من مشاكل صحية، ووافدون طريحو الفراش نتيجة لأمراض مزمنة كالشيخوخة أو يعانون من الجلطات،لافتا أن هناك حالة لكويتي موجود منذ أكثر من 20 عاما، وهو حاليا في الأربعين وموجود في مستشفى مبارك الكبير حيث أدخل نتيجة لحادث تعرض على إثره للشلل، مبينا أن هناك متابعة أسرية لكن المريض يحتاج للرعاية المنزلية، وأن هناك قصصا حزينة حيال قضية إهمال الأسر لبعض المرضى تحتاج من المجتمع لوقفة.

وبين «أننا كمسؤولين في المؤسسات الصحية خاطبنا وزارة الشؤون، كذلك وزارة الداخلية حيال هذه المشكلة لكن لا توجد حلول وأنه ليست لدينا صلاحية حيال التعامل مع المريض سوى تقديم الخدمة والرعاية لهم» مبينا أن هذه الفئة تتسبب بالتأثير على مستوى الخدمة الصحية حيث يحتاجون لرعاية أكبر كذلك يحتاجون للعلاج الطبيعي ويحتاجون لخدمات طبية أخرى، كذلك توفير مستلزمات أخرى لكبار السن «حفاضات» تحتاج تكاليف مالية.

ونوه أن هناك مقترحات كثيرة وأفكارا تم تداولها في وزارة الصحة منها مقترح قدم قبل سنتين بتخصيص شركة طبية لرعاية كبير السن في المنزل، حيث تم تشكيل لجنة قبل سنتين وأنا على رئاستها،لافتا الى أن الفكرة جيدة لكن عملية التنفيذ صعبة وهي أن آلية إخراج المريض من المستشفى غير موجودة، وهناك مشكلة أخرى بخلاف المواطنين الوافدين أيضا لافتا أن «البعض منهم يبقى في المستشفى إلى ان يتوفى، وأننا نقوم بالاتصال بالسفارة التي ترد بأن هناك كفيلا مسؤولا عنهم، كما نتصل بالكفيل الذي يقول انه تم تسجيل قضية هروب، وهي حاليا في معية ومسؤولية وزارة الداخلية».

بدوره قال مدير منطقة الجهراء الصحية الدكتور فهد الفودري ان مستشفى الجهراء كبقية المستشفيات يوجد به حالات كثيرة منها، حيث يعدون شاغلين الأسرة الطبية في وقت يحتاج لرعاية منزلية، مبينا أن هناك مواطنين ووافدين طريحي الفراش، وهناك حالات للأطفال يعانون من أمراض مزمنة وإعاقات، لافتا إلى أن ذلك يعد إهمالا «وخاطبنا عدة جهات لحل هذه القضية خاصة الوافدين لكن لا يوجد حل».

وبين أنه لا يوجد تعاون من وزارة الشؤون في هذا المجال، في وقت لديها فرق خاصة تقوم بمتابعة جميع المسنين، لافتا الى أن لوزارة الشؤون أيضا قانونا يسمح بوقف الإعانة في حال إهمال المسن في المستشفى.

واقترح الفودري أن يتم تخصيص مستشفى لرعاية كبار السن، وأن تكون الرعاية والإشراف من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل حيث الجهة المختصة.

من جانبه أكد مدير مستشفى العدان الدكتور بدر العتيبي أن المسألة تتعلق كثيرا بعقوق الوالدين، أن البعض منهم يلقى في المستشفيات حيث يبقى لشهور طويلة و تخصص له خادمة أو خادم ليسا بالثقة التي ترعى المسن، مبينا أن هذه نقطة سوداء في المجتمع الكويتي تحتاج لتضافر الجهود لحلها كما لا ننسى دور الوازع الديني في ذلك وأن الأمر يحتاج لإصلاح وعظة دينية وأن العاقين سيحصلون على جزائهم في الدنيا قبل الآخرة.

ونوه أنه يقوم بمتابعة موضوع كبار السن أو المهملين في المستشفى حيث جرى نقلهم من الغرف الخاصة إلى الغرف العمومية للتخفيف من الضغط عن الأسرة، وتتم مراقبتهم ومتابعتهم عن طريق الممرضات، وأننا لا نثق بالخدم المفروزين لهم كما أننا نحرص على متابعتهم مع أسرهم وأن هناك الكثير منهم لا يبالون وأن البعض منهم لا تتم زيارته إلا لفترات طويلة كما أن هناك من الأبناء من يلقي بوالديه في أقسام الحوادث متعذرا بأنه يعاني من المرض لا لشيء إلا بهدف إدخاله المستشفى، مستغربا من ذلك التصرف في وقت يحصل المسن على إعانة من الدولة تكفل له الحصول على الخدمة.

وشدد على دور وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في حل هذه القضية بحيث يتم وضع غرفة لكبير السن في المنزل ومتابعته، وكذلك أن يتم وقف الإعانه المالية للأسر المهملة بحيث تجبر الأسرة على رعاية المسن في المنزل وأن تحرص الشئون على متابعة المسن في منزله، كما يجب أن يخصص لهم منزل لرعاية المسن متوقعا أن تكثر مستقبلا دور العجزة وذلك كون ظاهرة الإهمال أصبحت كبيرة.

وذكر أن وزارة الصحة لديها مراكز الرعاية الأولية فيها برنامج الرعيل الأول وهو خاص لرعاية كبار السن حيث يقدم الخدمة لهم لذا لا يوجد دافع لإلقاء المسن في المستشفى، مبينا أنها قد تكون خطرا على المسن حيث قد يتعرض للإصابة بالتهاب معين يعرضه لمشاكل صحية.بدوره اتفق مدير مستشفى الصباح الدكتور عباس رمضان مع المسؤولين بأن الكثير من المسنين في المستشفيات يحتاجون للعناية المنزلية، لافتا الى أن لديه في المستشفي أعدادا قد تتجاوز الـ 12 مسنا.

ونوه رمضان إلى أن هناك مقترحات كثيرة حيال هذه القضية منها مقترح أن يخصص مستشفى الصباح الحالي عقب الانتهاء من المستشفى الجديد لرعاية كبار السن فقط.

بدوره كشف مدير مستشفى الجهراء الدكتور شهاب المهندي أن هناك أكثر من 30 مريضا في أجنحة الباطنية من الموجودين لفترات طويلة في المستشفى،لافتا الى أنه بلا شك يشكلون عبئا على المستشفى ويأخذون الخدمة التي يحتاجها المرضى، مبينا أن هناك مقترحات كثيرة منها تخصيص جناح في كل مستشفى لهم وأن برنامج رعاية كبار السن يستطيع حل هذه القضية من جذورها.

السفير الهندي: مستعدون للتعاون مع «الصحة»


متابعة للموضوع مع الجهات ذات العلاقة بالقضية، حاولت «الراي» الاتصال بالسفراء الذين يتواجد بعض أبناء جاليتهم في المستشفيات منذ زمن، فلم تتمكن من التواصل مع أحد لأسباب عدة، فبعضهم كان هاتفه مغلقا، وبعضهم لم يرد على الاتصال.

وحده السفير الهندي أجاب عن الاتصال وأبدى تفاعله مع القضية، وعبر عن استعداد السفارة للتعاون مع وزارة الصحة لمعالجة وضع أبناء الجالية الهندية طريحي المرض في المستشفيات، بما يحفظ لهم حقوقهم الإنسانية وكرامتهم، وصولا إلى إمكانية نقلهم إلى بلادهم.

«الشؤون»: عالجنا 7 حالات كانت في «الطب الطبيعي»


| كتب فهاد الفحيمان |

أكد مدير إدارة رعاية المسنين في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل خالد القحطاني أن القانون واضح وصريح في التعامل مع حالات المسنين، حيث يؤكد نص القانون على امكانية استقبال المسن الذي ليس لديه أقارب من الدرجه الأولى أو من ثبت عجز أقاربه عن رعايته.

وقال القحطاني «إن الطريقة الصحيحة للتعامل مع حالات المسنين المتواجدين في المستشفيات تحتاج كخطوة أولى كتبا موجهة من وزارة الصحة الى وزارة الشؤون التي بدورها ستكلف ادارة رعاية المسنين بدراسة كل حالة وتقييم وضعها الاجتماعي، وبيان وجود الاقارب من عدمه، وبعدها نرى هذه النتائج وهل تنطبق عليهم الشروط ليتم استقباله في الدار، فلهذا لايمكننا التحرك أو العمل تجاه هذه الحالات قبل مخاطبتنا بشكل رسمي من قبل وزارة الصحة».

وأضاف ان «الابناء هم من يتحملون مسؤولية رعاية الآباء والأمهات الذين بلغوا سنا متقدمة، وفق القانون الذي نص على تنظيم هذا الجانب. وللوزارة الحق في مقاضاة اي ابن أهمل رعاية والديه او احدهما، لكي لايظن او يعتقد احد انه فوق القانون او بعيد عن المساءلة القانونية فالعمل منظم والشروط واضحة لاستقبال الحالات في دار المسنين لكي لا تصبح فرصة للأبناء في التخلي عن آبائهم».

واشار الى وجود تنسيق سابق تم بين وزارتي الشؤون والصحة بشأن 7 حالات كانت موجودة في مستشفى الطب الطبيعي تمت تسوية اوضاعهم مع اسرهم واستقبلوهم مرة اخرى.

الآن - الراي

تعليقات

اكتب تعليقك