مصير أحزاب وتيارات المنطقة سيحدده امتحان 2015!.. برأي فوزية أبل

زاوية الكتاب

كتب 459 مشاهدات 0


القبس

القوى السياسية أمام امتحان 2015

فوزية أبل

 

التجارب المعقدة التي مرت بها بعض الدول العربية في عام 2014 بصورة خاصة، وضعت العديد من القوى السياسية والتنظيمات والهيئات أمام نوع من التحدي - إن لم نقل: نوع من الامتحان المصيري - حول كيفية التعاطي مع المستجدات، ومع الاحتمالات والخيارات المستقبلية.

أجل، إنها تجربة ذات أهمية خاصة، فبعض هذه القوى استطاعت التأقلم مع المتغيرات في سلبياتها وإيجابياتها، ونجحت في استيعاب التحولات الحاصلة في المجتمع (وفي الوضع السياسي بالنسبة إلى بعض الدول)، فيما برز فشل بعض الأحزاب والتيارات في التعاطي مع المرحلة الجديدة، سواء اعترفت بذلك أو لم تعترف، الأمر الذي انعكس سلباً على شعبيتها، أو على علاقتها ببقية الأحزاب والتيارات السياسية.

في الواقع، ليس من السهل استيعاب تأثير التطور المفاجئ إذا كان من النوع الذي يهز مرتكزات تنظيم معين، أو تحالف سياسي محدد، خصوصاً إذا جاءت الأحداث لتثبت خطأ الرهان على هذا أو ذاك من الشخصيات القيادية أو التحالفات المستجدة.

هذا ما حصل في بعض الدول العربية، وكذلك في بلدان أخرى تمر بمرحلة من الاضطرابات أو التحولات، كما حصل خلال عام 2014 في بعض الدول الآسيوية والأفريقية وحتى أوروبا.

في مصر، جاءت الأحداث المتسارعة لتنسف رهانات العديد من القوى «الإسلامية وغيرها» على حكم مرسي.

بعض هذه القوى اعتبرت نفسها قادرة على «مواكبة» و«مسايرة» حكم الإخوان المسلمين، لعلها تحصل من خلاله على بعض المكاسب، أو تقوم بإضعاف خصومها، فجاءت إخفاقات مرسي ومرشد «الإخوان» لتحدث هزة في أوضاع هذه القوى من جهة، ولتضع القوى المعارضة للإخوان أمام امتحان من نوع آخر. وجاءت مرحلة عبد الفتاح السيسي لتدفع هذه الأحزاب إلى محاولة التفاعل الإيجابي مع المرحلة الانتقالية الجديدة.

في تونس، كانت هناك «امتحانات» متلاحقة المراحل مرت بها أحزاب قوية وفاعلة، في طليعتها حركة «النهضة»، التي فوجئ مرشدها بالنقمة على الحكومة الائتلافية التي كانت تسيطر عليها الحركة قبل عام 2014، فاضطرت «النهضة» لتسليم السلطة إلى حكومة انتقالية، تمهيداً لانتخابات برلمانية ورئاسية أدت إلى انتخاب الباجي قايد السبسي لرئاسة الجمهورية، وهو الخصم العنيد للنهضة وشركائها.

وهكذا، فإن العديد من الأحزاب والتيارات في المنطقة ستجد نفسها، خلال العام الجديد، أمام امتحان قد يتحدد، في ضوء نتائجه و«علاماته»، وضعها وشعبيتها، وحتى مصيرها.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك