المبادرة هي ما ينقص العرب المسلمين!.. بنظر نادية القناعي

زاوية الكتاب

كتب 942 مشاهدات 0


القبس

كل شيء مغفور!

د. نادية القناعي

 

دائماً قضايانا نحن - العرب والمسلمين- تُترك للزمن، ليضع لها حلاً. أما نحن، فإما أن نعالجها إيحائياً، وإما أننا نعقّدها أكثر، فنحيلها من مشكلة إلى مصيبة! الزمن ليس دواء ناجعاً، إنما مسكّن أو مخدّر، فبعد مدة سيزول تأثيره ونجتر الأنين على حالنا، وربما يكون مصاحباً بعويل، لأن دائرة التعقيدات تكون قد تشربكت حتى تحولت إلى متاهة، يصعب علينا أن نجد نهايتها!

عندما اتَّقدت نار «شارلي إيبدو» بدأ الكثير يصدح ويندّد ويشجب ويبكي، ومنهم من استهزأ، والبعض قد صمت ومزّق الصحف ونعتها بالهراء. منذ تاريخ 7 يناير من هذا العام والصحف ملأى بالخط العريض والأحمر عن هذه الحادثة.

«شارلي إيبدو» لم تكف عن عبثها ولم تعبأ بالقتلى ولا القتلة، إنما أصدرت في عددها اللاحق صورة رسولنا الكريم، ويبدو أن التجديف أو مسلسل الاستهزاء ومقت الإسلام سيستمران، لأنه لا عزاء للصامتين! العنف الذي صدر من المسلمين الغيورين على دينهم بعيد أقصى بُعد عن الدين، فافتعال حرب الكراهية مخدر قاتل ومسكن يؤدي للانتحار.

نحن نريد استئصال ورم النظرة الدونية لنا، وإيقاف انتشار فيروس نقص الرصانة في كلامنا وأفعالنا.

دائماً أسأل نفسي: ما سبب استياء العالم من العرب، والعرب المسلمين تحديداً؟! كل مرة أضيف نقطة إلى النقاط التي دوّنتها في ذاكرتي عن علة تصنيفنا على أننا «كانيبالزم» (آكلو لحوم البشر)!

حتى مصطلح «الإسلاموفوبيا» يكاد يخنق تفكيري، فليس هناك مصطلح رهاب يمتزج بدين إلا بإسلامنا، أو حتى لا يوجد مصطلح هتلروفوبيا!

تابعت ما كتب في الصحافة المحلية والعربية من مقالات أشيد بكتابها، فلا أحد يستطيع إنكار ما تملكه الصحافة من صدى أثير نستطيع به أن ندافع عن هويتنا، ولكن هذا مجرد مخفف للألم.

فما الحل؟!

الحل بالسلطة الرابعة، ليست بالصحافة وحدها، إنما بوسائل الإعلام أجمع، نوصّل أصواتنا وفكرنا وحجتنا الدامغة ونُظهر صدق محبتنا لديننا، واستياءنا التام من هذا الازدراء لإسلامنا.

كانت هناك تظاهرة سلمية أمام السفارة الفرنسية عندنا في الكويت، احتجاجاً على ما رسمته صحيفة شارلي، وقُدِّر العدد بالعشرات!

أتساءل: لو كان العكس، فكم سيكون عدد المتظاهرين السلميين أمام سفارتنا؟!

هذا ما ينقص العرب المسلمين «المبادرة»، فالمشكلة فينا الكسل وعدم الإيمان بقضايانا وانفصالنا عن بعضنا، وإن آمنا بقضايانا يكون رد أفعالنا مسيئاً إلينا والى إسلامنا!

قليل من الحكمة والنضج الفكري والوحدة العربية الإسلامية سيغيّر حالنا، لست متشائمة.. ولكن، لا أظن أننا سنتفق يوماً!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك