انحرافات وزارة التربية!.. بقلم فيحان العازمي

النهار

إضاءات  /  التربية ما بين الواقع والأمنيات

فيحان العازمي

 

طالعتنا احدى الصحف بعنوان في احدى صفحاتها أثار فضولي وهو «انحراف مالي بالملايين في إيرادات التربية»، هذا العنوان الذي ينم عن قلق ورعب مما آلت اليه أحوالنا من فساد مستشرٍ بين أروقة وزارة التربية بعد أن كشف ديوان المحاسبة عن هذا الانحراف المالي الخطير والذي اشتمل على فساد في مناقصات وممارسات وبيع مواد مستهلكة وغيره من البنود المالية، حيث أثبت ديوان المحاسبة وجود تفاوت كبير بين المقدر تحصيله من الايرادات والمحصل الفعلي منها، هذه الانحرافات المالية الهائلة وفي بنود مختلفة من ممارسات الوزارة تنذر بكارثة عن حجم الفساد المنتشر بين أروقة وزارة التربية رغم أننا استبشرنا خيرا بوصول معالي وزير التربية د. بدر العيسى الذي وعدنا بالاصلاح التام في كل جوانب الوزارة، حيث ان وزارة التربية تعتبر من أضخم الوزارات التي تُفرد لها ميزانية عالية كل عام من الدولة.
هذه الملاحظات التي تعاني منها وزارة التربية وغيرها من فساد في الهيكل التنظيمي نتيجة غياب دور ادارة التطوير والتنمية لعدم قيامها بمهامها بالشكل المطلوب، حيث ان الادارة في حاجة الى نفضة قوية للتخلص من المشاكل الادارية والفنية التي تشوب عملها، حيث ان غياب الدور المطلوب لادارة التطوير والتنمية نجمت عنه مشاكل عدة تتمثل في تشابك الاختصاص والازدواجية في اتخاذ القرار.
ومن بين الملاحظات التي رصدت وتمثل غيابا تاما للمتابعة والمحاسبة لكل مقصر في أداء عمله أن هناك الكثير من القرارات في وزارة التربية لم تأت موافقتها من ديوان الخدمة المدنية بناء على قرار مجلس الوزراء، كما ان بعض الوحدات التنظيمية في حاجة الى اصدار قرارات وزارية، حيث ان الهيكل التنظيمي المعتمد في الوزارة يختلف عن هيكلها المعتمد في الديوان.
ومن الملاحظات أيضا قرار استحداث ادارة الامتحانات والمعادلات بالادارة العامة للتعليم الخاص دون وجود موافقة لديوان الخدمة المدنية، وكذلك قرار تحديد اختصاصات قسم السكرتارية بمكتب الوكيل، كل تلك الملاحظات وهناك الكثير منها ما ينذر بكارثة في حال لم يتم تداركها واصلاح مسبباتها، وكلنا أمل بوزير التربية د. بدر العيسى العمل على اصلاح منظومة التربية والسير بها بعيداً عن الفساد الذي توسعت طرقه ومداخله واصبح يمثل هاجساً لدى كل الغيورين على المصلحة العامة، حفظ الله الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه.