'الشبو' بتحليل المتخصصين

منوعات

مادة مخدرة ومدمرة لصحة الأفراد والمجتمع ويجب مكافحتها

9127 مشاهدات 0

ارشيفية

حذر خبراء ومتخصصون كويتيون في مجال مكافحة المخدرات من التأثيرات السلبية الكبيرة لمادة الشبو المخدرة على الافراد والمجتمع وأخطارها الصحية على متعاطيها مؤكدين أهمية تضافر جهود الجهات المعنية للحد من انتشارها وتعزيز توعية الناشئة والشباب والاسر بآثارها المدمرة.

ودعوا في تصريحات متفرقة لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الى ضرورة تكامل جهود الجهات الحكومية المعنية كوزارات الداخلية والصحة والتربية والأوقاف والشؤون الاسلامية مع جهود جمعيات النفع العام والقطاع الخاص في تجفيف منابع دخول الشبو ومنع انتشاره في البلاد وتعزيز التوعية بمخاطره.

وقال الخبير الدولي في مجال المخدرات بالادارة العامة لمكافحة المخدرات الدكتور عايد الحميدان إن الشبو يؤدي الى الاصابة بلوثة عقلية لأنه يحوي نسبة عالية من مشتقات الأمفيتامينات المخدرة وأغلب المتعاطين يجهلون حقيقة المواد التي يتكون منها الشبو ومنها الأسيتون والأمونيا اللامائي والتولوين والصودا الكاوية ومواد تستخدم في صناعة المبيدات الحشرية والمنظفات والغازات السامة.

وأضاف الحميدان أن المخدرات وفقا لتعريف القانون هي مجموعة من المواد التي تسبب الادمان وتسمم الجهاز العصبي ويحظر تداولها أو زراعتها أو تصنيعها إلا لاغراض يحددها القانون ولا تستعمل الا بواسطة من يتم الترخيص له بذلك.
وأوضح أن الادمان مرض عضوي نفسي اجتماعي له تأثيرات سلبية وخطيرة من الناحية الامنية والاقتصادية والسلوكية في المجتمع ينتج عن طريق التعاطي المتكرر للمواد المخدرة بحيث يؤدي الى توليد رغبة قهرية لدى المتعاطي تدفعه للبحث عن المخدر والاستمرار في تعاطيه بأي وسيلة مع زيادة الجرعة تباعا.

وذكر أن مراحل الادمان متعددة منها مرحلة الاعتياد التي تنجم عن الاستهلاك المتكرر لبعض المواد المخدرة مشيرا الى أن الاعتياد يعتبر التأثير السلبي للمخدرات في المراحل المبكرة من الادمان.

وبين أن هناك مرحلة التحمل وهي حاجة المدمن الى زيادة كمية المخدر يوميا ويضطر الى زيادة المقدار المستعمل ليحصل على الاثار نفسها من اللذة والنشوة والمرحلة الاخيرة هي الاستعباد أي يسترق فيها المدمن ويذعن لسلطة العقار كليا من الناحية البدنية والنفسية والعصبية.

واشار الحميدان الى ان اسباب التعاطي كثيرة ومتعددة منها الاسباب التي تعود الى الفرد كضعف الوازع الديني لدى الفرد المتعاطي ومجالسة او مصاحبة رفقاء السوء والشعور بالفراغ وانخفاض مستوى التعليم ومنها التي تعود الى الاسرة وهي القدوة السيئة لبعض الآباء وانشغالهم عن الابناء والقسوة الزائدة عليهم.

وشدد على أهمية دور الاسرة باعتبارها الحصن الاول الذي ينشأ ويترعرع فيه الانسان ويتحدد داخله بناء شخصيته مضيفا أن الاسرة المترابطة هي التي تحمي أبناءها من المخدرات وذلك من خلال توفير جو أسري صالح يعتمد على العلاقات بين الابناء والاباء.

من جهتها قالت مديرة ادارة تعزيز الصحة بوزارة الصحة الدكتورة عبير البحوه ان الشبو أو (الكريستال ميث) هو مركب كيميائي من مشتقات الميثامفيتامين ويتسبب في حدوث الادمان لمتعاطيه مضيفة ان الادمان ربما يكون جسديا أو نفسيا أو كليهما.

وأوضحت البحوه انه عند تعاطي مخدر الشبو تظهر آثاره بسرعة وبخاصة عن طريق الحقن حيث يشعر المتعاطي بالنشوة وزيادة مستويات الاثارة والنشاط لان المخدر يزيد من مستوى الناقل العصبي المسمى (دوبامين) الذي يؤثر على مستقبلات معينة في المخ.

وأفادت بأن تأثير الجرعة يمتد بين أربع و12 ساعة لكن مع الوقت يدمر المخدر مستقبلات المخ المسؤولة عن الشعور بالنشوة ما يجعل المتعاطي بحاجة دائمة إلى تناول جرعات أكبر من المخدر لاعطاء نفس التأثير.

واضافت ان اثار تعاطي الكريستال ميث تنقسم الى آثار فورية وأخرى طويلة المدى وتراوح بين آثار جسدية وأخرى عقلية مبينة ان الآثار الجسدية الفورية منها سرعة معدل ضربات القلب والتنفس وارتجاف الأيدي والأصابع وارتفاع ضغط الدم بسبب ضيق الأوعية الدموية وارتفاع درجة الحرارة.

وقالت ان من اهم الآثار الجسدية طويلة المدى مشاكل مزمنة في النوم وانخفاض الشهية وسوء التغذية وزيادة خطر الاصابة بالسكتة الدماغية وانتقال الأمراض المعدية عن طريق الدم مثل التهاب الكبد (سي).

وبينت البحوه أن التأثير الأخطر يكون على المخ حيث يعاني المتعاطي عددا من الاضطرابات أبرزها التهيج والسلوك العدواني والهلوسة السمعية والبصرية وجنون العظمة والاكتئاب ونوبات الهلع وتدهور الذاكرة والقدرات العقلية اضافة الى التأثير السلبي على الحياة الاجتماعية والأسرية وتدهور الحالة المادية.

وذكرت ان التوقف عن هذه المادة المخدرة يحتاج الى عدة أسابيع قد يعانيها المتعاطي ومن أعراضها الرغبة الشديدة في تناول المخدر والارتباك وضعف التركيز وانخفاض الطاقة والتهيج والاكتئاب والقلق والذعر والتعب الشديد والارهاق.

بدوره قال مدير ادارة العلاقات العامة والتوجيه المعنوي ومدير ادارة الاعلام الأمني بالانابة في وزارة الداخلية العميد عادل الحشاش إن الوزارة ماضية في نشر التوعية الأمنية وترسيخ مفاهيمها حفاظا على سلامة وأمن المواطنين لاسيما الشباب باعتبارهم مستقبل البلاد.

وأضاف الحشاش أن للأسرة دورا مهما في تحصين أبنائها وحمايتهم من خلال الرقابة مع تزويدهم بالرأي السديد ليلجأوا الى أسرهم لدى وقوع أي طارئ أو مشكلة تواجههم وللحيلولة دون استغلالهم من تجار ومروجي المخدرات.

وأوضح أن وزارة الداخلية لا تألو جهدا في ملاحقة كل من تسول له نفسه العبث بأمن البلاد وهي مهمتها التي لا تقاعس في أدائها واستمرارها في ملاحقة المجرمين وتقديمهم للعدالة حماية لأفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين.

وذكر أن الجميع مدعوون الى التزود بالثقافة والقراءة والاطلاع على كل ما يطرح بالساحة وخصوصا المؤثرات العقلية بأنواعها مشددا على ضرورة تواصل مؤسسات المجتمع وتكاتفها ودعم برامج التوعية حتى تتمكن من الحد من آفة المخدرات.

يذكر ان الشبو ظهر منذ عدة عقود بعد أن صنع بداية في اليابان لعلاج الاكتئاب والادمان على الكحوليات كما صنع في كوريا الجنوبية وتايوان والفلبين وظهر في أسواق الاتجار غير المشروع بتلك الدول ودول آسيوية اخرى وفي بداية الالفية الجديدة أخذ في الانتشار بالولايات المتحدة وبعض الدول الاوروبية.

الآن - كونا

تعليقات

اكتب تعليقك