ماذا صنعت لاوه ؟ بقلم عبدالعزيز الدويسان

زاوية الكتاب

كتب عبدالعزيز الدويسان 699 مشاهدات 0


بلد التاريخ والحضارة والثقافة والطبيعة والعمارة ، بلد ترضي جميع الأذواق والجمال الأخاذ ، التاريخ والآثار والبنية التحتية القوية ، بلد تنوع الطبيعة بالشواطئ والخلجان والوديان والجبال الشاهقة والشلالات الخلابة ، بلد تلمس بيدك التاريخ عند ملامسة جدرانه بلد عبارة عن متحف مفتوح .
ولكل شعب من شعوب العالم مطبخه الخاص الذي ترتبط بتاريخه وثقافته ويميزه عن الآخر ، تسير في طرقات تركيا فتسمع صوت استكانة الشاي ورائحة الشاورما التي تجبرك لتوقف وتناول مذاقها الطيب ، أينما ذهبت في هذا البلد تجد روعة الطبخ والتلذذ في الأكل ، والذي أشعل فكرة المقال الخبر التالي ( وضعت تركيا للمرة الأولى مجموعة من المعايير لصناعة البقلاوة ، والهدف من هذه الخطوة توحيد إنتاج هذه الحلوى الشهيرة والتي غالبا ما تصنع من مكونات غير أصلية لخفض التكلفة ، وقالت هيئة المعايير التركية في بيان إن هذه الحلوى يجب أن تتمتع بلونها الأصفر الذهبي الشهير ، وشراب السكر يجب أن يكون سميكا جدا ، ويجب أن لا تترك إحساس بالحريق في الحلق على أن تتفتت في الفم دون الحاجة إلى المضغ ) .
وتقول إحدى الروايات عن مسمى البقلاوة إنه كان للسلطان العثماني عبدالحميد طباخة اسمها ( لاوه ) وهي التي ابتدعت هذه الحلوى وعندما ذاقها السلطان لأول مرة قال لضيف عنده ( باق لاوه نه بايدي ) أي انظر ماذا صنعت لاوه .

وأصل الأكلات أحيانا يكثر الجدل والحديث عن أصل المنشأ ومنها البقلاوة ، فحصل خلاف بيت تركيا و قبرص من أحق بالحلوى الشهيرة بعد وضع ملصق أوروبي يصور البقلاوة بأنها الطبق الوطني للقبارصة ، فدخل الأتراك صراع مع قبرص وانتقل إلى أروقة الاتحاد الأوروبي للاعتراف بالامتلاك التاريخي لها ، وذكر أيضا في أقدم موسوعة عربية في الطبخ تعود للقرن الثالث عشر ميلادي ويعود أصلها لبلاد الرافدين .

وينظم في اسطنبول مهرجان سنوي خاص بالبقلاوة من أجل المحافظة على هذا الإرث لتتوارثه الأجيال ، وكان السلاطين العثمانيون يخصصون يوما لتوزيع حلوى البقلاوة على الجنود كي يعلنوا أنهم هم من ابتكروا هذا النوع من الحلوى ، وفي الختام بعد القراءة عن البقلاوة حان وقت شرب فنجان قهوة تركية والاستمتاع بالمذاق الطيب .

الآن - رأي / عبدالعزيز الدويسان

تعليقات

اكتب تعليقك