الغزو والتحرير درس وعبر وتاريخ ﻻ ينبغي أن ينسى!.. برأي حسن كرم

زاوية الكتاب

كتب 1043 مشاهدات 0


الوطن

الغزو والتحرير وتاريخ يريدون نسيانه!

حسن علي كرم

 

سنة على جريمة الغزو و24 عاما على تحرير الكويت من براثن ذلك الغزو اﻹجرامي العراقي الغاشم والظالم لبلد جار وصغير ومسالم لم يكن في قلبه إﻻ الود والجيرة الطيبة ليس للعراق البلد وللعراقيين الشعب ولكن لكل الجوار بل للعالم، فالكويت رفعت راية السلام والصداقة وعدم التدخل في شؤون اﻵخرين، فلقد تأسست هذه الدولة الصغيرة على مبادئ السلم والصداقة واانفتاح وإحترام رغبات اﻵخرين.
ربما لم يعاصر جيل ما بعد الغزو أحداثه، أو ما كابده الكويتيون والمقيمون في تلك الفترة من مشاهد الرعب والخوف والسرقات واﻹنتهاكات واقتحام جنود ااحتلال وأزﻻمهم منازل اﻵمنين ونهب البيوت على مرأى ومشهد من آهاليها، ولم يشاهدوا النزوح الكبير والزحف والهجرة من الكويت إلى بلدان الجوار أو بلدان ثانية.
ولم يشاهدوا الكويتيين بين السهر والبكاء والدعاء والتضرع الى الله ان يعود إليهم بلدهم ودحر العدو الغازي الغاصب الغادر الخائن للجيرة وللإخوة والدين، كذلك لم يشاهدوا بطوﻻت شباب المقاومة ودفع اﻷرواح الشابة الزكية النقية فداء وقربانا رخيصة لوطنهم الغالي، ولم يشاهدوا آﻻف اﻷسرى الكويتيين الذين قضوا في زنازين العدو الغاصب او الذين فك أسرهم وعادوا الى الوطن وأستأنفوا حياتهم ااعتيادية.
إن قصة ال 7 اشهر من الغزو ملحمة بطولية وتاريخ ينبغي أن يحفر في قلوب كل الكويتيين آباء وأمهات وبنين وأحفادا جيلا بعد جيل، فالجريمة لم تكن عابرة فتنسى وﻻ كانت عفوية فتعفى.
ولكنها جريمة اقترفها المجرم الطاغية صدام حسين وجنوده بخطط مرسومة وبسابق إصرار وتقصد، وعليه ﻻ مكان للنسيان أو إسقاطه من صفحات التاريخ.
إن الغزو بكل تفاصيله يجب أن يبقى شاهدا ومسجلا ويدرس في المدارس من دون مواراة أو اختصار، فيكفي التذكير أن تحرير الكويت سابقة تاريخية عالمية لم يحدث إلا مرة في تاريخ الحروب والغزوات، فالحربان العالميتان لم تكن دول التحالف ودول المحور بالعدد الذي تنادى لتحرير الكويت.
وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أهمية الكويت هذه الدولة الصغيرة في السلم العالمي، وعليه فعلينا نحن ككويتيين أن نثمن قيمة بلدنا وأهميته بالنسبة إلى العالم، فأهمية الدول ﻻ تقاس بالحجم او بالكثرة السكانية وإنما بالموقع، لقد كانت الكويت عبر تاريخها مقصدا ومعبرا للبلدان الكبرى ولن تفقد الكويت أهميتها لكون الموقع هو اﻷهم.
نعود لنقول إن الغزو والتحرير درس وعبر وتاريخ ﻻ ينبغي أن ينسى، فالكويت لئن تحررت من الغزو العراقي، فعلينا ان نتحرر من الغزو الداخلي، فذلك لعمري هو اﻷخطر والفناء لهذا البلد ﻻ سمح الله.
علينا أن نتصافى وتتخلص النفوس من الملوثات الكريهة وأﻻ ننسى أن وطننا ما زال مستهدفا، لنرفع شعار كويت المحبة وكويت وطن الجميع.
يا شباب الكويت وفتيانها أقرؤوا الغزو والتحرير جيدا واجعلوه الطاقة المتجددة في حياتكم العملية والدافعة لبناء الكويت القوية واﻵمنة للمستقبل الموعود.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك