عن أهمية تبني الأفراد والشركات للطاقات الشبابية!.. يكتب سامي الخرافي

زاوية الكتاب

كتب 678 مشاهدات 0


الأنباء

جرس  /  'نقصة' أم أحمد

سامي الخرافي

 

في فترة السبعينيات كانت تنتشر ظاهرة البيع في المنازل، وبين «الفرجان»، فكان هناك من أشتهر بتخصصه في بيع الباجيلا أو النخي أو كبة «عربانة» اللذيذة، إضافة الى تواجد البعض ممن يبيع على شارع الخليج العربي، خاصة في فترة الصيف، الفيمتو واللبن.

وأتذكر بهذه المناسبة جارتنا أم أحمد، رحمها الله رحمة واسعة، والمشهورة في فريجنا بطبخها المميز، والنكهة الزكية في كل ما تطبخه من «مجبوس لحم»، أو الهريس، أو الجريش، فقد كانت تلك الفترة الذهبية أيام الناس الطيبين، وكنا نشاهد عادة تبادل «النقصات» بين الناس، وهي عادة كويتية، يحرصون عليها بتبادل الأطباق بين الجيران، كل حسب مقدرته، قبل آذان المغرب، خاصة من يومي الاثنين والخميس، على اعتبار ان كثيرا من الناس تصومهما، من كل أسبوع وحتى في رمضان، وتسمى «النافلة»، كان التواصل الاجتماعي في قمته آنذاك، فقد كنا ننتظر طبقها بالذات، بل كان الفريج بأكمله ينتظر طبقها «المجاني»، وعند الله لا يضيع شيء، فقد كانت النساء تغار منها نوعا ما، لأنها أصبحت أشهر منهن، وفي بعض الأحيان نسأل «ربعنا»: هل أكلتم «نقصتنا»؟ فترى الابتسامة على وجوههم، وتعرف أن طبقنا قد أكلته «القطط»، والسبب في ذلك هو «نقصة» أم أحمد، رحمها الله، فقد كانت لديها، والله أعلم، «خلطة خاصة»، أو «نَفَس» في الطبخ، لا تستطيع أن تنافسها نساء الفريج جميعهن، فمجرد رؤية الصحن تجعلك تصبح مثل «الذئب» في الرسوم المتحركة، عندما «يسيل لعابه» عند رؤيته للفريسة، فلو كانت أم أحمد، رحمها الله، موجودة في وقتنا الحاضر، لأصبحت تمتلك سلسلة من المطاعم المتخصصة في الطبخ الشعبي، ولأصبحت أيضا مشهورة على المستوى الخليجي.

في وقتنا الحاضر، ونتيجة للتطور في وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة «الانستغرام»، بدأت تشاهد إبداعات من الجنسين من الشباب، وكذلك كبار السن أيضا، فقد بدأت تشاهد عروض منتجاتهم الغذائية بأنواعها المختلفة، كل حسب تميزه، وطريقة عرضه لمنتجه، فلقد أصبحت هناك طلبيات تتم عن طريق «الانستغرام»، اللهم زد وبارك، وحسب ما اعتقد، فإن التوجه لذلك الأسلوب في البيع يأتي لأسباب أهمها: التسلية، أو الربح السريع، أو الشهرة، أو تحسين مستوى الدخل، أو التقليد، أو الغيرة، أو عدم وجود إيجار، والعمل بحرية، دون ضوابط معقدة، وحسب ما قيل لي فإن التوجه لذلك الأسلوب في البيع هو عدم السماح للموظف الكويتي بممارسة التجارة، علما بأن أغلب الذين يبيعون هم من الشباب الموظفين، وكذلك بسبب الروتين الحكومي الممل في إصدار التراخيص، ومنح التسهيلات التجارية، هو السبب في التوجه للبيع في المنازل.

ما نأمله هو أن تقوم الجمعيات التعاونية بتبني تلك الطاقات الشبابية، وذلك بإقامة أيام مفتوحة لعرض منتجاتهم، وتقتصر المشاركة على مساهمي المنطقة فقط، كذلك على الحكومة ان تتبنى هذه الطاقات الشبابية وما أكثرها، وذلك بتوفير أماكن خاصة بأسعار رمزية، كنوع من التشجيع لهم، وتبسيط الإجراءات، والسماح للكويتي الموظف بممارسة مشروعه الخاص البسيط بكل سهولة، فالكويتي إذا ما أعطي الفرصة الحقيقية فستراه يبدع على كافة المجالات، وهو ايضا القدرة على إبراز ما لديه من إمكانيات متى ما وجد التشجيع، فبالتشجيع يتم التطور نحو الأفضل والنجومية، وقد تصل إلى العالمية، فنأمل من الأفراد والشركات ان تتبنى تلك الطاقات الشبابية، وان تعمل على إبراز دورها، كنوع من رد الجميل لهذه الدولة، التي جعلتهم على ما هم عليه الآن.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك