المديونيات الصعبة وحبة اليقظة ! - بقلم د. سعد بوسمري المطيري
زاوية الكتابكتب مارس 7, 2015, 1:04 م 993 مشاهدات 0
يقول هوميروس : ليس هناك ما هو أعذب من أرض الوطن
ونحن صباحا ومساءاً ، نسأل الباري أن يحفظ هذا الوطن ، لتقوم به حكومة متينة، وسياسة ثابتة ، ومجتمع يجتمع على حب الوطن ونبذ الخلافات .
فلا نرى سجين رأي ، ولا نرضى عن سرقة المال العام ، أو نقبل بأن يكون الدستور والوطن مظلوماً ، قد جار عليه كل فاسد ومتنفذ .
ولكن هذا المجلس لا يريد لنا ذلك !
فلا أخفيكم سراً ، من الوهلة الأولى انفجر سمعي بعنوان مقترح بقانون يروع ، بشأن ' شراء الدولة للمديونيات الصعبة ' !
وقلت في نفسي راحت فلوس الديرة ، والبيع صار على عينك يا مواطن ، ولا راح يخلون في السبيل قطرة !
وبعد المعوذات ، وقليلاً من ضبط النفس ، وكوب ماء مع حبة اليقظة ، صحوت وأدركت لتنتابني نوبة وعي، ومثل ما قالوا أهل الثقافة ' راحت السكرة وجاءت الفكرة '
حينها صفت سماء نَفْسِي ، وشاع ضوء أفكاري .
لتقول لي نفسي : والله أنها الخطة الجهنمية !
وعرفت أن المقترح هو سفينة النجاة و كسب حلال !
هو لبعض الأعضاء فروسية وهمية وبطولة من ورق وصيت ، وللبعض الآخر غنى وشغل سمسرة نيابية .
هو للحكومة وسيلة تشغل بها الرأي العام عن سجن البراك و محاولة لتفخيم وتلميع مجلس الواتس آب !
وتعال معي لتعرف كيف لها ذلك، وفي أي موقع ؟
اختاروا اللجنة التشريعية ميدان ومسرح ؟!
حيث ما لبث أحد الخاضعين للمقترح ، إلا أن يبرر بأفيه خطير وكأنه على مسرح مواجهاً الجمهور !
عندما تفوه بقوله أن الإقتراح جاء لمحاربة ' الربا ' !
نعم ...
الله أكبر حصحص الحق ، الله يفتح عليك !
هذا ما صدح به حامي الدين وشريف الكويت !
ثم ما وجد صديقه بدٌ من أن يستلم الراية ، وينادي اللجنة المالية بأن لها الحق برفضه وللمجلس أن يرده ...
أقسم بالله أن العبقرية نزفت يومها دماً، حين أصابها بمقتل !
ولنخرج من هذا المسرح العجيب حتى لا نصاب بالغثيان ، لنقطع تذكرة في ميدان فروسية المجلس الروماني ، وتعالي معي لتشاهد .. !
أنظر ...
الفذ يصرح بأني سأكون أول المستقيلين ، ولا يشرفني أن أستمر في هذا الميدان !
يالله هذا هو العضو الحقيقي ... راحت عليك يا مسلم !
واسمع معي لهؤلاء ...
إن المقترح ينقض مواد الدستور ، ولا يحقق مبدأ العدالة
الحمد لله إني عشت الي هذا اليوم ، يعيش النواب !
فإن الشجعان حطموا قالب الحمائم ليصيروا أسوداً ، فالكل يندد ويرعد ويزبد .... الله أكبر عاش المجلس الحُر الأبي !
لا أعرف ماذا كان في حالي لولا تفاعل حبة اليقظة !
لأنها أخبرتني بأن هذا المقترح :
إذا تمت الموافقة عليه كسب حلال وغنى !
وإذا تم له الرفض ، يكون بطولة من وهم وتلميع ، وإلهاء للرأي العام عن سجن البراك !!
يقول شيشرون :
' لست آسفاً إلا لأنني لا أملك إلا حياة واحدة ، لأضحي بها في سبيل وطني '
الإرادة تجمعنا ...
تعليقات