عن تردي التعليم قبل الجامعي!.. يكتب شملان العيسى

زاوية الكتاب

كتب 631 مشاهدات 0


الوطن

ملتقطات  /  التعليم وصعوبة الإصلاح

د. شملان يوسف العيسى

 

يواجه وزير التربية والتعليم العالي الدكتور بدر العيسى هجوما غير مبرر من قوى الاسلام السياسي وبعض القوى القبلية بعد المقابلة الصريحة والواضحة مع الزميلة القبس يوم الاثنين 13 ابريل الحالي والتي اوضح فيها بواقعية ان هنالك صعوبات ومعوقات ومشاكل كثيرة تواجهه في مهمته منها ضعف المناهج والفساد الاداري والمالي والتسيب وتردي مستوى المدارس الخاصة وضعف اداء المدرسين وظاهرة الشهادات العليا الوهمية ومحاولة فصل التعليم عن التدريب في المعاهد التطبيقية وضعف اداء الجامعات الخاصة وارتفاع رسومها وتردي المستوى الثقافي والعلمي للطلبة في الجامعات وملف البدون وضعف مناهج اللغة العربية والتربية الاسلامية وتنقية المناهج من التطرف وزج الدين في مناهج اللغة العربية وغيرها، وصعوبات في الادارة المدرسية حيث يوجد طموح في الترقي بغض النظر عن الكفاءة، كما ان بعض مباني المدارس قديمة وآيلة للسقوط.
كل هذه المشاكل واكثر مطلوب من الوزير معالجتها في مدة زمنية قصيرة لم تتعد 6 اشهر منذ تسلمه حقيبة الوزارة، ما يشجع الوزير العيسى على تأدية واجبه في اصلاح التعليم هو الدعم القوي من القيادة السياسية.
المطلوب منا كمجتمع مدني متحضر دعم الوزير في مهمته الاصلاحية، لأن الثروة البشرية من شباب الكويت هي اساس وتطور دولتنا، فالثروة البشرية هي اساس رقي وتطور الامم واعداد هؤلاء الشباب لتحديات الحداثة وعصر المعلوماتية يتطلب مساهمة الاهالي واولياء الامور في دعم الحكومة لتحديث التعليم.
من تجربتي الذاتية في التعليم الجامعي استطيع ان أؤكد ان طلابنا في الجامعة ليسوا في المستوى المطلوب علميا وثقافيا ويعود السبب في ذلك الى تردي التعليم قبل الجامعي، فهذه المرحلة التعليمية هي من اهم واخطر مراحل التعليم، ونقصد بها التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي بمعنى سن الطلاب من 14 الى 18 سنة، وهذه المرحلة تحتاج الى دعم الاسرة والمجتمع ومساهمتهم مساهمة ايجابية فعالة بالرقي في تعليم الابناء، فهذه المرحلة هي التي تشكل مهارات ومفاهيم وقدرات الطلاب وليس التعليم الجامعي كما يتصور الكثير من الاهالي.
المحور الحقيقي والتحدي الاكبر الذي يواجه الكويت يتركز في جودة التعليم في المراحل الاولى، وهنا يأتي دور الاصلاحات الحقيقية التي تقوم بها الاسرة والمدرسة ونوعية الاداريين في المدرسة وثقافتهم وعلمهم فدور الادارة في المدرسة هو توفير احتياجات المدرسة، وحتى ينجح الوزير في مهمته مطلوب من المجتمع المدني بكل فئاته ان يلعب دورا ايجابيا في تربية ابنائهم والعناية بهم وليس القاء كل المسؤولية على الحكومة او وزارة التربية.
لنكن واضحين تقدم التعليم ورقيه يعتمد اعتمادا كليا على طبيعة المجتمع ومدى تقبله لتحديات الحداثة وعلوم العصر الحديث.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك