لا سماء إلا للأخيار!.. تكتب فاطمة البكر

القبس

وهج الأفكار  /  لا سماء إلا للأخيار

فاطمة عثمان البكر

 

'>لا توجد في العالم ثروة اغنى من العلم، ولا يوجد علم أرقى من معرفة الله، والله إيمان، والله قوة، والله حق مطلق، خالق السموات والأرض، وسخر للانسان ما في السموات والأرض، منحه العقل والإرادة، وجعله خليفته على الأرض، وحمله أمانة إعمارها بالحق والخير والعدل، حتى يرثها ومن عليها.
الله قوة، والقوة هي الحق، والحق سيف مصلت فوق الأعناق.
ولا يوجد عقل كالحكمة، ولا حكمة الا في التدبير، ولا تدبير الا في التفكير، ولا تفكير الا في نور الخير والاحتجاب عن ظلام الشر، وشر الناس احقدهم، واحقدهم احسدهم، واحسدهم اشدهم ايذاء، ولا ترد الاذية الا الذراع القوية.
لا شرف كالصدق، والصدق يشركنا بثروات الأمناء، وينجينا من التهلكة، ويرفعنا الى مصاف الناجين، لا ميزان كالأدب، والأدب أدب اللسان، وأدب النفس، وأدب الصمت عن قلة أدب الآخرين، وإلا أصبحت بالقلة مثلهم!
لا فضيلة كالحياء، والحياء للرجال قبل النساء، والحيي هو الذي ينقبض عن القحة بالحشمة، والمحتشم تفتح له الابواب، وتشق الصدور، وتكشف الخدور.
لا حب كالعبادة، ولا عبادة الا بالحب، ولا حب كالعطاء، ولا عطاء الا من السماء، ولا سماء إلا للأخيار!