'تصفير' العداوات سر السعادة والراحة!.. بنظر عبد العزيز الفضلي

زاوية الكتاب

كتب 581 مشاهدات 0


الراي

رسالتي  /  'تصفير' العداوات

عبد العزيز صباح الفضلي

 

في المقالة السابقة «المعادلات الصفرية... في الخصومات والعداءات» تحدثت عن أهمية السعي لإنهاء العداوات والمواجهات بين من اختلفوا فكريا أو طائفيا أو سياسيا، من أجل تحقيق المصلحة العامة.

واليوم أطرح فكرة تصفير الخلافات على المستوى الشخصي للأفراد مع الآخرين وخاصة أقرب الناس (الأزواج - العائلة - القبيلة - الجماعة الواحدة..).

فكثير من المشاكل الأسرية والعائلية تؤدي إلى قطع الأرحام وانتقال العداوة حتى ما بين الأطفال الصغار!، وكثير من الخلافات بين الجيران تؤدي إلى أن يهجر الجار جاره، خلافات في العمل ينتج عنها التدابر والتنافر....

وأحيانا يكون الخلاف بين الرئيس والمرؤوس، أو الحاكم والرعية، فكيف يمكن علاج ذلك؟

تأملوا كيف تعامل النبي عليه الصلاة والسلام مع مثل هذه المواقف، يسمع عن تذمر يقع بين الأنصار بعد قيامه عليه الصلاة والسلام بتوزيع الغنائم بعد غزوة حنين على بعض المهاجرين دون الأنصار، فهل ترك الأمر على ما هو عليه؟

لقد جمعهم النبي -صلى الله عليه وسلم- وجلس معهم جلسة مصارحة، وبين لهم الحكمة من قراره ذلك، وبين لهم فضلهم ومنزلتهم وحبه لهم، فماذا كانت النتيجة؟

نُزِع ما في قلوبهم من حزن وضيق، وازدادت محبتهم لرسول الله عليه الصلاة والسلام، وفدوه بأموالهم وأرواحهم.

قبل غزوة بدر يُعدّل الرسول عليه الصلاة والسلام الصفوف ويدفع رجلا بعصاته في بطنه، فيتألم ويقول: أوجعتني يا رسول الله، وأريد أخذ حقي، فيكشف عليه الصلاة والسلام عن بطنه ويطلب من الصحابي أخذ حقه، فماذا فعل الصحابي؟

قام فاحتضن النبي وبكى بين يديه، وقال: نحن مقدمون على معركة ولعلي أقتل فيها، فأردت أن يكون آخر عهدي من الدنيا هو جسدك الطاهر يا رسول الله.

أتمنى أن نجرب تصفير العداوات مع من نختلف معه أو من وقع بيننا وبينه خصومة، وانظر بعدها إلى مدى السعادة والراحة التي ستشعر بها.

ستريح نفسك من فكرة الانتقام أو الرد، ستريح نفسك من هم التفكير بما يضمره لك الآخر من مكائد ومكر.

لو حرصنا على التعامل مع الآخرين وفق ما يحبه الله ويرضاه، فسيعيش الأزواج في سعادة، وسيجتمع شمل الأسر، وستتعانق الأرواح قبل ملاقاة الوجوه وتصافح الأيدي.

هل مر معكم قول النبي عليه الصلاة والسلام عن المتخاصمين: «فيُعرض هذا ويُعرض هذا.. وخيرهما الذي يبدأ بالسلام»

فمن الذي سيبدأ؟

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك