سوء الظن أتعب حالنا!.. يكتب عصام الفليج

زاوية الكتاب

كتب 500 مشاهدات 0


الوطن

آن الآوان  /  القط والحكيم

د. عصام عبداللطيف الفليج

 

جلس حكيم على ضفة نهر، وفجأة لمح قطاً وقع في الماء، وأخذ القط يتخبط، محاولاً ان ينقذ نفسه من الغرق، فمدّ الحكيم له يده لينقذه، فشمخه القط، فسحب الرجل يده صارخاً من شدّة الألم.
ومع تخبط القط مدّ الحكيم له يده مرة ثانية لينقذه، فشمخه القط، فسحب يده مرة أخرى صارخاً من شدة الألم.
وكان على مقربة منه شاب يراقب ما يحدث، فلما عاود الحكيم محاولة انقاذ القط للمرة الثالثة، صرخ به الشاب: أيها الحكيم، لم تتعظ من المرة الأولى ولا من المرة الثانية، وها أنت تمد يدك له للمرة الثالثة؟ 
لم يأبه الحكيم لتوبيخ الشاب، وظل يحاول حتى نجح في انقاذ القط، ثم مشى باتجاه ذلك الشاب، وربت على كتفه قائلاً: يا بني..من طبع القط ان يشمخ، ومن طبعي ان أُحب وأعطف، فلماذا تريدني ان اسمح لطبعه ان يتغلب على طبعي؟!
قصة لطيفة تبعث برسالة الى اننا ينبغي ان نعامل الناس بطبعنا الايجابي لا بطبعهم السلبي، مهما كانوا، ومهما تعددت تصرفاتهم التي قد تجرحنا وتؤلمنا أحياناً.
وعلينا ألا نأبه لتلك الأصوات التي ترتفع، طالبة منك ان تترك صفاتك الحسنة، لمجرد ان الطرف الآخر لا يستحق تصرفاتك النبيلة.
نعم.. لقد أرهقنا سوء الظن، واتعب حالنا، وفرق بيننا، وجعل الحياة سلسلة من الاحزان والهموم، وأضاف الى رصيدنا المزيد من السيئات.
وفقنا الله واياكم الى حسن الظن بالله.
جميل ان تعيش لتسعد الآخرين، فسيبعث الله لك من يُسعدك في الدنيا او الآخرة، انت او ذريتك، فما جزاء الاحسان الا الاحسان.فكن جميلا، ترى العالم جميلا، وكن جميل الخلق تهواك القلوب.
٭٭٭
«عجباً لمن يهتم بوجهه الذي هو محل نظر الخلق، ولا يهتم بقلبه الذي هو محل نظر الخالق» أبوحامد الغزالي.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك