عن سرقة الاختبارات!.. تكتب بهيجة بهبهاني

زاوية الكتاب

كتب 473 مشاهدات 0


القبس

تحت المجهر  /  ماذا بعد سرقة الاختبارات؟

أ.د بهيجة بهبهاني

 

نشرت الصحافة المحلية أخيراً خبراً مفاده: «أخذ الأستاذ أوراق اختبارات الطلبة لتصحيحها في منزله، خلال عطلة نهاية الأسبوع، ووضع الظرف في سيارته، لكنه فوجئ باختفائها، وبعد أن أيقن استحالة العثور عليها، أبلغ قسمه العلمي بالحادثة، وقد عقد رئيس القسم اجتماعاً سرّ.ياً لبحث ملابسات الحادثة، وأسفر الاجتماع عن الخروج بحلين هما: إعادة الاختبار من دون علم العمادة، أو مضاعفة درجات نصف العام، وما زال القسم في حيرة من أمره إزاء هذه الواقعة، خصوصا ان الأمر متعلق بنحو 3 مجموعات، وكل مجموعة تضم 30 طالبا»!
ان من قاموا بهذا الامر المشين يدل على سوء سلوكهم وتدنّي مستواهم الاخلاقي، خصوصا انهم خططوا بدقة لهذه السرقة، فهم يعلمون بالتأكيد ان الاختبار غالبا لن يعاد، وسوف يتم تقدير درجاتهم، من خلال مضاعفة درجة اعمال الفصل، وقد يكونون قاموا بالغش ـــ بالاجهزة الالكترونية الحديثة ـــ في اختبارات الفصل، طالما ان هذا فعلهم وأسلوب نيلهم للدرجات من دون بذل مجهود، والاهم من دون اكتساب للمعارف والحقائق العلمية.. وتشهد كليات الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب مشاكل ومعارك من قبل الطلبة وبعض الشباب على فترات متقاربة، فخلال فترة اسبوع واحد شهدت كلية التربية الأساسية (بنات) في منطقة العارضية، اجتياز أحد الشباب اسوار الكلية، وتسبب في إحداث حالة من الذعر للطالبات، وتبعها في كلية الدراسات التجارية (بنات) مشاجرة دامية بين مجموعة من الطلبة باستخدام الأدوات الحادة، ولم يتمكن رجال أمن الكلية من تهدئة الشباب، مما دعاهم الى استدعاء رجال وزارة الداخلية، حيث تم توقيف هؤلاء الطلبة واحالتهم الى جهات الاختصاص لاتخاذ الاجراءات اللازمة.
إن من الواضح من هذه الممارسات اللاسوية ان بعض الطلبة يهددون الامن في الكليات التطبيقية، وبالتالي يمثلون مصدرا لمضايقة اعضاء هيئة التدريس الذين يحددون من خلال الدرجات النهائية والتقادير مصير هؤلاء الطلبة ومستقبلهم، فيعتقد مثل هؤلاء الطلبة ان عضو هيئة التدريس يتعمد إعطاءهم تقديرا متدنيا لاختلافه معهم في الانتماء او الطائفة وبعض الطلبة يأتيك ثائرا، لانه خريج فكيف لعضو هيئة التدريس ان يرسبه؟! ويتجاهلون ان مجموع الدرجات النهائية هو مجموع درجات اعمال الفصل النظرية والتطبيقية ودرجة الاختبار النهائي، اي ان التقدير هو حصيلة جهدهم طوال الفصل الدراسي، فما الخطوة التالية لهؤلاء الطلبة، يا ترى؟! الله يستر!

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك