تجار الكوارث الطائفية!.. بقلم وليد الغانم

زاوية الكتاب

كتب 554 مشاهدات 0


القبس

كويتيون.. لا شيعة الكويت

وليد عبدالله الغانم

 

الفاجعة حلت بالكويت لا بجزء منها، فالمصاب الجلل بحادث التفجير في مسجد الامام الصادق، استهدف الكويت كلها، ولم يستهدف طائفة منها، ومن قتل غدراً أو اصيب فهو مواطن كويتي، ولا نحتاج الى السؤال عن اصله وفصله ومذهبه وجنسه، حتى نقرر ان كان علينا نجدته والوقوف معه ام تركه وحيداً والشماتة به.
كويتيون قتلوا وغدر بهم، هكذا الصحيح علينا قوله، لا ان نستخدم مصطلحات التقسيم والتفتيت لكيان مجتمعنا الصغير، فهذه احدى النكبات التي تهوي بالمجتمعات ولا ترتقي بها، وتهدم بقاءها ولا تحافظ على استقرارها.
كذلك المجرم الآثم ومن ساعده في غدره وارتكاب ما حرم الله، هو مجرم بالنظر لفعله ومبادئه المنكرة، بغض النظر عن هويته وجنسيته ومنبته، فلا يجوز التعميم على جنسية ما بالسوء لأجل وقوع افراد منها بجرائم ومنكرات، فكل انسان مسؤول عن نفسه، وما ارتكبت يداه «ولا تزر وازرة وزر أخرى»، فمتى يقيم المجتمع الامور بهذه الصورة الصحيحة بدلاً من الاتهامات العامة والمطلقة.
ان للتقسيمات الاجتماعية والمذهبية والاقليمية تجاراً يحسنون استغلال الكوارث للطفو على السطح واقتناص الفرص لتحقيق مصالحهم الضيقة، كما أن لعبة الطوائف والكيانات لعبة اقليمية وعالمية، تديرها دول ومنظمات لها اهداف بعيدة المدى في تفشي هذه التقسيمات وسيطرتها على اوضاع العرب والمسلمين خاصة.
هل نحتاج في الكويت الى ان نعرف مذهب كل مواطن واصله لنقرر ما يستحقه وما لا يستحقه؟ هل يريد البعض ان تتعامل الدولة مع ابنائها وفقاً لمذاهبهم واصولهم؟ فليكف تجار الكوارث الطائفية واثرياء الحروب الاجتماعية، من سياسيين واعلاميين وكتاب، عن استغلال عواطف الناس وتأجيج مشاعرهم، والتلاعب باستقرار الكويت وأمنها لأجل منافع رخيصة يحققها لنفسه، فالعبرة دائماً بالاقوال والافعال لا بالاصول والمذاهب.
وحفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.. والله الموفق.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك