مخطط اجتثاث مظاهر التدين من المجتمع الكويتي!.. بقلم وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 903 مشاهدات 0


الراي

نسمات  /  تسعون لمحاربة التطرف ويسعون لاستئصالكم!

د. وائل الحساوي

 

وقف أبناء الشعب الكويتي صفاً واحداً لاستنكار تلك الجريمة البشعة التي حدثت في مسجد الصادق قبل أقل من اسبوع، وعبَّر الجميع عن مشاعره الصادقة ورفضه لهذا الإجرام الذي يلبس اللبوس الديني ويسعى للفتك بأبناء الشعب الواحد مهما كانت مبرراته.

وعندما تكشفت خيوط الجريمة البشعة تبين أن منفذيها ليسوا من أبناء الكويت بل من بعض الدول المجاورة التي فتكت رياح الطائفية بها أمام سمع وبصر العالم كله، وبتشجيع من انظمة رعتها ونفخت فيها وصنفت شعبها على اساسها، وما العراق عنا ببعيد!!

ولقد كنا ندرك حق الادراك أن تلك النار المشتعلة حوالينا لابد وان تصل الينا ما لم نسع إلى اطفائها وتحصين مجتمعنا منها، لكن بدلا من ذلك تحركت عندنا اقلام حاقدة ارادت استغلال تلك الاحداث من اجل تمزيق نسيج المجتمع وضرب مكوناته الاساسية، وراحت تتخبط في تحريض المجتمع على ابنائه فكتب احدهم قبل يومين يقول: «فلم ينشر التطرف، صنو التدين، غير مؤسسات الدولة ورموز الحكومة...اخلعوا الجبة واحلقوا اللحية وتخلصوا من كل مظاهر دعم التدين وتزيين التزمت التي رافقت سياستكم الاعلامية والتربوية منذ حل مجلس 1976».

وكتب آخر: «في الكويت صرف من المال العام المليارات على لجان الوسطية ومراكزها وكتابة وتعديل واعادة تعديل المناهج الدراسية وتجهيز الدعاة وتوظيف الخطباء، ودفع التبرعات والمعونات لمختلف الجهات، والصرف على قنوات فضائية واذاعية دينية، وعلى لجنة النظر في أسلمة القوانين ومسابقات الحفظ...واكتشفنا أننا لم ننجح إلا في رهن كويت المحبة والتسامح لأصحاب الفكر المتخلف».

وكتب ثالث: «الثقافة والأفكار التي تنتج الارهاب واسعة الانتشار في مجتمعاتنا، وهي موجودة في مناهجنا التعليمية وفي اعلامنا المرئي والمسموع والمطبوع وفي المساجد والجمعيات المشهرة والجماعات الدينية غير المشهرة، وفي السلطة»، ثم قام الكاتب بتعداد فروع الجمعيات المشهرة وقال إنها تهيئ الارضية والتربة الخصبة التي يتغذى منها وينشأ فكر التطرف، وتثمر في نهاية الامر عناصر تمارس الارهاب تحت شعار التصدي لأعداء الاسلام.

وكتب رابع: «حيث يتضح أن قوى الاسلام السياسي نشأت بدعم، وليس بالضرورة ماديا، وتشجيع اميركي - اوروبي، ثم ترعرعت في احضان الأنظمة العربية كي تمارس انشطتها كافة في المجتمع، ولاسيما بين فئة الشباب».

أما وزير التربية وزير التعليم العالي فقد رأى في تلك الاحداث المؤسفة فرصة سانحة لتكرار دعوته إلى تعديل المناهج الدينية، وقال إنه لن يلتفت إلى أي انتقاد، وبعبارة واضحة فهو يقول إن ما حدث كان بسبب مناهجنا الدينية!!

وقد طلب منه النائب الدكتور عبدالرحمن الجيران بأن يذكر المواضع التي شجعت الشباب الكويتي على الارهاب في تلك المناهج، ونحن متأكدون بأنه لن يستطيع الرد على ذلك السؤال!

إذاً فمن الواضح أنه في الوقت الذي توحد فيه المجتمع الكويتي لرفض جميع انواع الارهاب وطالب حكومته بالتصدي له وبارك خطواتها في كشف المتآمرين، فإن هنالك نفوسا مريضة سعت لاجتثاث جميع مظاهر التدين من المجتمع الكويتي والتحريض على دعاة الفضيلة، وسعت لاتهام غالبية الشعب الكويتي الذين يقفون صفا في المساجد - مئات الآلاف - بأنهم جزء من التطرف والإرهاب، وان الحل هو في إلغاء جميع مظاهر التدين في المجتمع وإلقاء القبض على من يدعون الفضيلة.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك