جريمة مسجد الإمام الصادق لن تكون الأخيرة!.. سعاد المعجل محذرة

زاوية الكتاب

كتب 584 مشاهدات 0


القبس

بعد أن يهدأ الغبار

سعاد فهد المعجل

 

«بعد ان يهدأ الغبار».. كتاب للدكتور والاقتصادي المخضرم حازم الببلاوي، كتبه ابان الغزو الصدامي للكويت.. تحدث فيه كما يوحي عنوانه بضرورة اعادة النظر في مفهوم الامن الخليجي بعد كارثة غزو الكويت.
اليوم.. وبعد الارهاب الذي فجر اجساد المصلين في مسجد الامام الصادق، نحن بحاجة لاعادة نظر شاملة في منظومة الفكر السائد بيننا، الذي كانت احدى نتائجه جريمة مسجد الامام الصادق.. لكنها حتماً لن تكون الاخيرة.. وهذا ليس تشاؤماً مني وانما قراءة بسيطة وسريعة لواقعنا تنذر بذلك وتؤكده.
الفكر السائد اليوم في العالم العربي بشكل عام، وليس في دول الخليج وحسب، هو فكر مشبع بالهوية الدينية المتأصلة، التي ألغت معها اي ملامح لاي هوية اخرى، وذلك على مدى اكثر من اربعة عقود.
وحين اقول الفكر الديني، فأنا لا اعني هنا الاسلام وحده، وانما يشمل ذلك كل الملل والعقائد الاخرى.
سيطرة هذا الفكر كانت شاملة، بحيث هيمنت على ثقافتنا الاجتماعية حتى في داخل بيوتنا.. وبالطبع كان للتعليم ــ ثكنة تأهيل الفرد ــ النصيب الاكبر، وجر ذلك معه مؤسساتنا المالية والاعلامية وغيرها.
اليوم ونحن نقف على مشارف تطاحن طائفي وصل ذروته في العراق والشام، وبدأ يتسلل الى منطقة الخليج والمغرب العربي، آن الأوان لان نقف وقفة جادة لمراجعة هذا الفكر، ولا اعني هنا مراجعة الاسلام حتى لا يتقافز ارهابيو الكلمة لادانتي، وانما اعني مراجعة الفكر الذي خرج من عباءة الاسلام، وباركه وعّاظ السلاطين.
الغبار الذي اثارته جريمة مسجد الامام الصادق بدأ يستقر على ارض الحدث، منبهاً الجميع بأن المراجعة وليس المحاسبة وحدها هي الواجبة الآن، وان اجترارنا لكراهية وصراع الماضي واسقاطه كل يوم على حاضرنا الذي نعيشه واقعا ملموساً، يعيش فيه ابناؤنا واحفادنا واحبتنا هو اجترار مر كالعلقم، لن يؤدي الا لمزيد من الدماء والكراهية.
نريد ان نخرج من عباءة السابقين، ونبدأ في رؤية واقعية لزمن حاضر وليس لماضٍ مضى عليه اكثر من 1400 عام.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك