الكويت لا تستحق هذا منكم!! يكتب أحمد عبدالملك

شباب و جامعات

دربت أبناءها على زراعة الزهور وزرع الابتسامات وحمل الأمانة الوطنية

3106 مشاهدات 0


الكويت درّبت أبناءَها وأبناءَ العرب على زراعة الزهور، وحمل الأمانة الوطنية، وزرع الابتسامات في الواحات القفرة، وإيصال الرغيف إلى الأفواه الفاغرة على امتداد الكرة الأرضية.

الكويت بذرت مجلة العربي، وعالم المعرفة، وعرّفتكم على الثقافة العربية والعالمية، وهي أول من دعم الأغنية الشجية، والمسرحية الهادفة، والانتماء العربي، وهي التي احتضنت حركات التحرر.

الكويت التي فازت بالأمس بلقب المركز الإنساني العالمي، وفاز أميرها بلقب قائد العمل الإنساني، لا تستحق منكم النكران أيها المتلاعبون بالنار والكراهية والمذهبية. الكويت فتحت لكم الحدود والأبواب كي تُدخلوا الكتب التي تمنعها الدول العربية الأخرى، وأقامت معارضها دونما حظر على الكلمة أو حضور لجواسيس الحروف، لا تستحق منكم أن تطعنوها في الظهر، وتحوّلوا أمنها واستقرارها إلى فوضى حاقدة، وتنحروا حناجر مطربيها، وتقطعوا أصابع كُتّابها، وتقتلوا أشجارها من خلاف !.

الكويت علَّمتكم الكلمة الأخرى، ودلَّتكم على الرأي الآخر، ومهَّدت لكم طريق الديموقراطية، الذي ظلت عنه شعوبٌ كثيرة في العالم العربي.

الكويت كانت السبّاقة في دعم العلماء والأدباء والمفكرين والإعلاميين، وهي أكبر بلد خليجي يحتضن الصحف والقنوات الفضائية المحلية.

الكويت فتحت الجامعة منذ حوالي خمسين عاماً، عام 1966، وعلّمتكم وعلَّمت أبناء عمومتكم مختلف العلوم والآداب والفنون، وهي التي أوجدت المسرح منذ العام 1936 .

الكويت هي التي عرفت الإذاعة منذ العام 1951 عندما تم استغلال جهاز لاسلكي تابع لوزارة الداخلية للبث وتغطية العاصمة وما حولها .

لا تُقابل إنجازات الكويت بتكديس الأسلحة والمتفجرات على أرضها، أو التآمر على وحدتها الوطنية مع الخارج، مهما كانت وأينما كان !؟ ومن حق الكويت أن تحافظ على انجازاتها الوطنية، وركائز التنمية فيها وبأية وسيلة. وما قام به رجال الأمن خلال الأسبوع الماضي من مداهمات واكتشاف شحنات الأسلحة والمتفجرات المُهرَّبة من الخارج إلا الأسلوب الأمثل للتعامل مع الخونة والمتآمرين على الكويت أرضاً وشعباً.

وكون القضية باتت في يد النيابة العامة، فلا يجوز لأي طرف التكهن أو التوقع أو الركون إلى ما يتم تداوله عبر وسائل التواصل الإجتماعي، لأن أية كلمة قد تُحسب مع فريق أو ضد فريق آخر. ولا بد لكل كاتب أن يتحلى بالصبر، حتى تنتهي التحقيقات ويقول القضاء كلمته الفصل.

نحن في الخليج نقف كلنا مع جهود دولة الكويت في حفظ أمنها واستقرارها، ولقد عبّر مجلس التعاون في بيان له يوم 14/8/2015 أن دول التعاون ستظل بإذن الله عصية على الإرهابيين والقوى المحرضة، ولن ينالوا من أمنها واستقرارها . كما أشاد البيان بدور الجهات الأمنية بدولة الكويت التي ألقت القبض على الخلية الإرهابية التي خزّنت ترسانة من الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في دولة الكويت.

ولعلنا نتساءل: ما هي الفائدة التي سيجنيها هؤلاء المتآمرون على البلد الذي احتضنهم وحفظ أُسرَهم وضمنَ المستقبل لأولادهم؟ ! وكيف لإنسان عاش على أرض طيبة وشرب من مائها وشارك أهلها رغيفَ الخبز أن يقبل ويشارك في إدخال تلك الأسلحة وملحقاتها إلى هذه الأرض، بدلاً من أن يُدخل الأقلام والمساطر والألوان للطلبة، وبدلاً من أن يُدخل اللعب والقصص وأغنيات الصباح للأطفال!.

إنها رسالة واضحة، قد لا تكون للكويت وحدها، بل لجميع دول المنطقة، التي تحلّق حول «عسلها» الحاسدون، وتجرأ عليها صُناع الموت وأعضاء « الخلايا النائمة» والذين تعلموا فنون القتل والتدمير وزعزعة الأمن، وشربوا من «خمرة» الحقد والحسد والفكر المنحرف.

كما أن التباهي والمبالغة في التسامح، والسماح للعديد من أصحاب العقائد الفكرية «المنحرفة «- التي لا تعرفها شعوب المنطقة –باستغلال المنابر الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي، وتوفير وظائف هامة لهم، وهم يُضمرون غير ما يُظهرون، يجب أن يُعاد النظر فيه !. فكم من عمليات الإرهاب والسرقة والتزوير قد حدثت على يد بعض «المنحرفين» الذين وجدوا في المنطقة (الفردوس المفقود) ، فتكاثروا وشكَّلوا جبهة لا يُستهان به، تحمل الفكر المنحرف الذي لا يفيد المنطقة، ما شكل «خلايا نائمة» قد تستيقظ وقت الحاجة !. وقد لا يكون حادث الكويت النسخة الأخيرة منها . قد يعتقد البعض أن هذا نوع من المبالغة؛ ولكن لا بد لنا من قراءة أوراق المستقبل قبل أن يقع الفأس في الرأس!.

يجب أن تتعاون شعوبُ التعاون مع رجال الأمن لوقف تلك المخططات الظلامية، التي تستهدف إدخال المنطقة في لجج الفوضى والتدمير والقتل، وبث الرعب في النفوس للقضاء على الخطط التنموية الطموحة لهذه الدول وضرب اقتصادها.

نعم نحتاج إلى وقفة صادقة مع الذات ومع رجال الأمن لمحاصرة تلك الأدمغة التي لا ترى إلا الظلام في الكون، لأنها لا تخرج نهاراً!. نحتاج إلى وعي، فقد يكون هنالك من القريبين منا، مَن يخطط أو ينتمي إلى أحد (نوادي الموت)، ولا يريد خيراً بالمنطقة بأسرها، ويشجعه على ذلك حقدٌ داخلي على نعمة الخير والأمان في المنطقة، وأيضاً لا يجد في نفسه إلا الرغبة في قتل كل جميل.

ولا شك أن للإعلام دوراً مهماً في هذا التحدي الذي لا بد من مواجهته والقضاء عليه في مهده.

الآن - جريدة الشرق القطرية

تعليقات

اكتب تعليقك