عن الربيع العربي الجديد!.. يكتب وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 409 مشاهدات 0


الراي

نسمات  /  الربيع العربي الجديد!

د. وائل الحساوي

 

في مصر شعارات المظاهرات حول اسعار اللحم «بلاها لحمة» وفي لبنان حول النفايات «طلعت ريحتكم»، وفي العراق حول الكهرباء والماء «وين فلوس النفط ياحرامية» وفي الكويت يبدو باننا قد تأثرنا بالاوضاع ورفعنا شعار مقاطعة شراء الاسماك «خلوها تخيس».

هذه الشعارات التي تشغل بال الناس في جميع ارجاء العالم العربي والاسلامي وتقود الى العنف ومواجهة قوات الأمن هي حالة من اللا استقرار والغليان الداخلي الذي تشهده بلداننا اليوم!! لئن خاضت بلداننا اصعب مراحل الربيع العربي منذ بداية عام 2011 بثورات غاضبة واسقاط زعامات وآمال عريضة، لكن سرعان ما انقلب السحر على الساحر وعادت الانظمة المخلوعة إلى الحكم من النافذة كما حصل في مصر واليمن وتونس (مع تبديل الواجهات)، ثم قامت الثورة السورية لتعطي الشعوب درسا قاسيا في ان (موكل مدلقم يوز) اي ان بعض الانظمة تمثل خطا احمر للبعض وغير ممكن الاقتراب منها!! وبما ان حالة الغليان ما زالت موجودة في العالم العربي، والفساد اكبر من ان يتم التخلص منه بسهولة، اذاً فليس امام الشعوب المقهورة الا التعبير عن نفسها بهذه الشعارات التي لايمكن ان تحقق الاهداف من ورائها، والتي سريعا ما قد تتحول الى اعمال شغب تأكل الاخضر واليابس وتقود الى انقسام اكبر في المجتمع!!

ولو تتبعنا الخيوط المؤدية الى تلك المظاهر الغاضبة لوجدنا ان الفساد هو السبب الرئيسي، ففي الكويت وضعت هيئة الزراعة والثروة السمكية شروطا قاسية على صائدي الاسماك (سابقا).

وطفشتهم من ممارسة الصيد، يحدثني احد الاخوة الاعزاء عن تجربته بعد ان تقاعد من وظيفة واشترى لنفسه بضعة قوارب صيد، ووظف مجموعة من الصيادين المصريين لصيد السمك وبيعه، يقول بان قوانين هيئة الزراعة وسكوتها على التجاوزات الكثيرة للشركات الكبيرة قد كان غريبا، فقد منعت الصيد في اغلب الاماكن واقتصرتها على تلك الشركات حتى اضطررنا للصيد في اماكن بعيدة، ثم ضيقت علينا الخناق في تسويق السمك الى ان اضطررنا لترك المهنة.

ويروي لي هذا الاخ قصة طريفة حصلت له بعد ان ارسل الصيادين الى مصر وطلب منهم الا يحضروا الا بعد ان يرسل لهم برقية يطلب منهم الحضور، فارسل لهم برقية تقول: «البحر جميل والصيد وفير، ارجعوا حالا» فما كان من امن الدولة الا ان استدعاه بحجة ان هذه البرقية تمثل شفيرة سرية لعمل خطير!!

اما في لبنان فقد ادركت الحكومة بان السر في ازمة النفايات سببه ترسية مناقصات الشركات الكبرى لتنظيف النفايات على كبار قادة الاحزاب السياسية بنظام المحاصصة، فما كان منها الا الغاء جميع تلك المناقصات، ولكن يبدو بن ذلك قد تم بعد فوات الأوان!!

في العراق رصدت الحكومة العراقية منذ العام 2005 ميزانية تبلغ 27 مليار دولار لانتاج الكهرباء والماء، لكن اكتشف الشعب العراقي بان غالبية تلك الاموال قد تم سرقتها في عهد المالكي، وما زالت الكهرباء لا تصل الى معظم العراق وتنقطع ساعات طويلة يوميا بالرغم من الحر الشديد!!

اذاً فالربيع العربي الجديد الذي بدأ بالتشكل قد يكون «تسونامي» جديدا يقتحم ما تبقى من البلاد العربية ليبدد ما تبقى لنا من أمل في العيش الكريم «ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس»!!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك