فؤاد الهاشم ينتقد الدعوة لاستجواب رئيس الوزراء في الشاردة والواردة، ويدعو لالتماس العبرة والتعلم مما دار فى انتخابات أمريكا

زاوية الكتاب

كتب 995 مشاهدات 0


 




«أصايل» أمريكا و«بياسر الكويت».. أو العكس!! 

.. انتهت انتخابات الرئاسة الامريكية، وفاز من فاز وخسر من خسر، وهدأت النفوس، وخف التوتر، وتحرك عمال النظافة في 50 ولاية ليزيلوا ملايين الاطنان من «البروشورات» و«الباجات» والقبعات والـ «تي - شيرتات» والكتابات من على الجدران وفوق الارصفة وعلى البنايات، لتعود امريكا الى حيويتها، والناس الى أعمالهم و«كأنك يا بو زيد.. ما غزيت»!! لكن.. تعالوا نستخلص امورا وعبرا وثوابت مما جرى على ارض «الكفار والنصارى والملاحدة وعشاق الستربتيز - والعياذ بالله- » و«شرابّة التيكيلا والفودكا».. قبحهم الله!! حين كان التنافس على اشده - خلال الحملة الانتخابية - بين عضوين في حزب واحد هو «الديموقراطي» ونعني بهما السيدة «هيلاري كلينتون» و«باراك اوباما»، وصل صراعهما الى حد العظم، وتبادلا السخرية والاتهامات وسلخ الجلود، لكن.. عندما اعلنت قيادة «الحزب الديموقراطي» ان «اوباما» هو الذي سيمثلها في انتخابات الرئاسة - وليس السيدة «هيلاري» - انقلبت المسألة 180 درجة، ووقفت المرشحة السابقة لمنصب الرئيس خلف ذلك «المرشح الاسود والاجلح والاملح» واخذت تسانده وتدعمه وتشد من ازره، مع انها من «اصيلات امريكا»، وهو من.. «بياسرها» فلا هي من «مواخيذه» ولا هو من «مواخيذها»، لكنه نداء الوطن الصادق حين ينبع من قلب مواطن.. صادق!! لم تعد المواجهة بين امرأة «ديموقراطية» ورجل «ديموقراطي»، بل تحولت الى معركة بين امرأة «ديموقراطية» مع رجل «ديموقراطي» ضد مرشح جمهوري هو «جون ماكين» والذي هو - ايضا - «اصيل - امريكي» ومن «عيال بطنها وظهرها» و.. فخوذها بعد.. ومع ذلك، فإن «هيلاري» - الاصيلة، وقفت ضده لتساند «اوباما - الهيلقي» المولود من أب كيني اسود وأم امريكية بيضاء، فاستخدمت لسانها الذي تحول الى سوط - ومبرد - يلسع «ماكين» ويشحذه شحذا حتى انتصر الحزب الديموقراطي وفاز «اوباما» وغادر «ماكين» - وحيدا - بسيارته الى ولايته ومنها الى منزله لينام ساعتين ويستيقظ ليبكي ساعتين طيلة الليالي التالية.. كما قال ذلك بنفسه!! هل انتهى المشهد الدرامي - الكوميدي - التراجيدي والميلودرامي»؟! ليس بعد، فقد ظهر المعدن الامريكي الاصيل - حقيقة - فبعد ظهور نتيجة فرز الاصوات - بدقائق - جاءت التهنئة الاولى من الرئيس الامريكي «الاصيل والابيض بو عيون زرق» والذي هو من مواليد «فريج - تكساس اصل الحمايل» وقدم التهنئة الى «الاملح والاجلح»، ثم تبعته «هيلاري» بالطريقة ذاتها وباركت له فوزه، واعلنت انها «جندية في خدمته من اجل بلادها»، اما المرشح الجمهوري «جون ماكين»، فلم يكن اقل من الاثنين - جورج بوش وهيلاري كلينتون نقاء وصفاء وعذوبة وايمانا بالديموقراطية - بل سارع الى القول: «اتقدم بالتهنئة الى السيد الرئيس باراك اوباما، الذي هو الآن رئيسي وقائدي، وانا الآن مواطن من رعاياه»!! كل هذا يحدث في بلد «الكفار والنصارى واليهود والملاحدة وعشاق الستربتيز وشرابة التيكيلا والفودكا والذين لا ضوابط لهم ونسوانهم يستحممن على الشواطئ وهن يرتدين «مايوهات - بو خيط»، واحيانا، بلا «سوتيانات».. والعياذ بالله!! والآن، تعالوا نقارن ما حدث هناك بما يحدث في.. بلدنا الكويت، بلد الصحوة الاسلامية واللجان الخيرية والمساجد والحسينيات واهل اللحى الطويلة والدشاديش القصيرة وشعارات.. «يلا.. نصلي»، و«تعالوا نتلذذ.. بالصلاة»، و.. «صلاتي هي.. خياري»، و«الا.. صلاتي»، و«اذكر الله» و.. «جزاك الله خيراً» و«يا مهدي.. ادركنا».. الى آخره!! نخرج من ازمة الى ازمة، وبين كل صراع بين «مجلس الامة ومجلس الوزراء»، صراع بين.. «مجلس الامة ومجلس الوزراء»!! اذا لم يهطل المطر.. طالبوا باستجواب رئيس الوزراء!! اذا انفجر اطار سيارة وانيت، تنادوا لاستجواب رئيس الوزراء!! اذا «باضت حمامة على وتد.. تدافعوا لاستجواب رئيس الوزراء!! اذا «تعرجب» نائب بسجادة داخل مكتبه.. هتف داعيا لاستجواب رئيس الوزراء.. والقائمة تطول!! يذكرني - كل ما جاء في السطور السابقة - بما فعله رئيس مجلس الامة «السابق» النائب «احمد السعدون» حين ترشح ضد «محمد العدساني» لرئاسة المجلس، فعندما فاز هذا الاخير امتنع «السعدون» عن مخاطبته والتواصل معه - ناهيك عن تهنئته بالفوز - وكأنه.. «زوج زعلان من مرته لأن مطبق زبيديها.. ماصخ»! وعندما فاز «جاسم الخرافي» في الرئاسة - بعد منافسة ديموقراطية مع السعدون - تكرر المشهد ولم يقدم له التهنئة، وظل «يداحره ويناكفه» طيلة السنوات الماضية.. وما زال مستمراً!! دخل «الخرافي» الى المستشفى فلم يرسل له السعدون حتى «باقة شبنت» - وليس ورداً» لكن عندما سقط «السعدون» من على كرسيه ودخل المستشفى زاره «الخرافي» وسبقت زيارته باقة ورد ارسلت اليه عجز عن حملها اربعة عمال نظافة، وحتى حين منّ الله عليه بالشفاء، لم يفكر بتقديم الشكر لاعضاء الهيئة التمريضية والاطباء، وقبل ذلك القيادة السياسية متمثلة بحضرة صاحب السمو أمير البلاد مرورا بسمو ولي العهد ورئيس مجلس الأمة ورئيس الوزراء والوزراء، بل وحتى ابناء دائرته الانتخابية، بل «فقع» تصريحا ناريا - وهو على باب المستشفى - هاجم فيه مجلس الامة لتمرير الميزانية التي وصفها بـ.. «المسلوقة»!!

***

.. اين احلامنا بتحويل البلد الى مركز مالي واقتصادي؟! اين مشروع «مدينة الحرير» و«جسر الصبية»، وبناء المستشفيات المتخصصة، والتخلص من فصول الكيربي في المدارس، و«مترو الانفاق»، والكباري والجسور لفك الاختناقات المرورية، وحل ازمة الاسكان و.. و..؟! اذا كنا قد عجزنا عن تنفيذ كل ما سبق عندما كان برميل نفطنا يصل سعره الى «160» دولارا، فكيف سنحقق النتائج - ذاتها - وقد هبط الآن الى «45» دولارا؟! لم يكن هذا هو الانهيار الوحيد، بل انهارت الاخلاق والاعراف ايضا، وتحولت الى «عصيدة» حتى فئران المداعيب تعاف.. اكلها، و.. «مالت على البامية و.. سليحط»!!

 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك