هل تعي حكوماتنا خطورة القنابل التي تسير على الأقدام؟!.. يتساءل صالح الشايجي

زاوية الكتاب

كتب 573 مشاهدات 0


الأنباء

بلا قناع  /  دعوة إلى قمة طارئة

صالح الشايجي

 

أقدم شاب سعودي في الثانية والعشرين من عمره وبمعاونة أخيه الأصغر، على قتل ابن عمهما وقاما بتصوير الحدث وبثه على مواقع التواصل الاجتماعي!

المغدور أحد منتسبي القوات السعودية، وسبب القتل أن القاتل كان يطالب المقتول بالتبرؤ من عمله ومبايعة «أمير» تنظيم داعش!

ولم تنته القصة عند ذلك، بل قتلا ثلاثة آخرين في اليوم ذاته وهو أول أيام عيد الأضحى، وقتلا خامسا عند عملية القبض عليهما والتي انتهت بمقتل أحدهما وهو الأخ الأكبر الذي نفذ عملية قتل ابن عمه، وإصابة الأصغر والقبض عليه.

ما الذي يدعو شابا في مقبل عمره غرا طري العود للاقدام على القتل بمثل هذه الصورة البشعة، باستدراجه ابن عمه الى الصحراء ثم تقييده وتهديده بالقتل إن لم يبايع «أمير» داعش، رغم توسلات المغدور وتذلله ورجائه بألا يقتله؟!

في يقيني أنها ليست قصة فردية بل هي حالة وظاهرة ونمط سلوكي تسيطر على الكثير من الشبان، بدليل تكرر مثل هذه القصة بأشكال وتفاصيل مختلفة.

شبان أغرار لم يخبروا الدنيا ولم يعرفوا الحياة بعد ولم يعوا من أمور دينهم شيئا ولم يحفظوا منه درسا واحدا، يعطون أنفسهم حق الفتيا، ويتحكمون برقاب الآخرين، ومن هم الرابحون ومن هم الخاسرون، ومن هم المؤمنون ومن هم الكافرون!

ثمة ما يستدعي الدراسة والبحث والتفتيش والغور في ثنايا حياة أولئك الشبان الضائعين، لماذا صاروا قتلة؟ ومن صيرهم قتلة؟ وأي فكر تربوا عليه يزين لهم القتل وحتى التضحية بأنفسهم، وفي سبيل ماذا؟

لماذا يجعلون من الدين سبيلا الى القتل، وهل هم الذين اختاروا ذلك الطريق أم أن هناك من استغل قصورهم العقلي واضطرابهم السلوكي ليجعلهم قتلة غلاظ القلوب قساة عديمي الحس الإنساني؟

انهم قنابل متفجرة تسير على الأقدام وتدخل بين الناس حاملين الموت أينما يحلوا.

إن دولنا العربية تتداعى للاجتماع كلما طرأ طارئ قد يقل في هوله عن قضية أولئك الشبان القتلة وجرائمهم المتكررة بشكل يومي، فلماذا لا تتداعى الدول لاجتماع تتم فيه مناقشة قضية الشبان القتلة وهي أخطر كثيرا مما تجتمع له الدول وتعقد من أجله المؤتمرات؟

فهل تعي حكوماتنا خطورة ذلك الأمر أم أنها تراه أمرا عابرا غير جدير بالاهتمام؟!

ربما تراه كذلك!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك