ناصر المطيري مخاطبا وزير التربية: نتمنى أن تبذل جهدك لتفك خط أزمة التعليم !

زاوية الكتاب

كتب 856 مشاهدات 0


النهار

خارج التغطية  -  متى 'تفك الخط' في أزمة التعليم يا معالي الوزير؟!

ناصر المطيري

 

وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور بدر العيسى أكثر الوزراء «المتحلطمين» الناقدين لوضع الوزارة لكنه يكتفي بالتذمر والنقد ولايقدم حلولاً أو مبادرات، آخر تصريحات معالي الوزير أمس عندما قال بالحرف الواحد: «إن بعض طلبة الجامعة لا يفكون الخط» وهذا الكلام جاء في معرض انتقاد الوزير لمستوى التعليم في البلاد، وكأنه يقول كلاما ليبرئ ذمته فحسب.
قبل ثلاث سنوات وفي أول يوم من تسلمه الحقيبة الوزارية أطلق تصريحا استبشرنا فيه خيرا عندما قال: «إن وزارة التربية تحتاج إلى نفضة»، ومرت السنوات وتراكمت المشكلات واستمر الوزير يتذمر وينتقد دون أن نرى أو نلمس حلا أو تصحيحا للمسار التربوي والتعليمي، وبقيت وزارة معاليه تنتظر «النفضة».
يا معالي الوزير نقدر اعترافك بالمشكلات ووجود أزمة تعليم انعكست على مستوى المخرجات المتدنية التي «لا تفك الخط» ولكن يدنا بيدك فأولادنا وأولادك بانتظار تحمل مسؤولياتك كونك استاذاً جامعياً ومربياً ووزيراً، وبمناسبة انتقادك لطلبة جامعيين لايفكون الخط نأمل ونتمنى عليك أن تبذل بعض جهدك الجاد «لتفك» معاليك خط أزمة التعليم.
لقد جاءت الكويت في مؤخرة الدول في الاختبارات العالمية لقياس التحصيل الدراسي للتلاميذ في الرياضيات والعلوم واللغة الانكليزية قراءة وكتابة خلال السنوات الخمس الماضية، هذه النتيجة المخيبة جاءت على الرغم من الجهود التربوية الكبيرة والتوظيفات المالية الضخمة التي تصرفها الدولة على قطاع التعليم.
ويلاحظ ان مستوى التعليم في الكويت يتراجع عما كان عليه في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، ما يكشف عن وجود أزمة متفاقمة.
جهات تربوية واعلامية أجرت دراسات علمية موسعة عن التعليم في الكويت، فتوصلوا الى أن التعليم الرسمي يعاني أزمة متفاقمة: وأن ذلك يعود بالتأكيد الى تردي مستوى مخرجات نظامنا التعليمي الناتج عن أخطاء جسيمة ارتكبت في تشخيص طبيعة المعضلات التي يعاني منها.. ما أوصلنا الى ما اعتقدنا خطأ أنها حلول.. بينما هي في الواقع تعقيدات اضافية تسببت في تراجع مستوى التعليم لا في تحسنه.. ذلك ما يشير الى الخلل الواضح في هياكل مؤسساتنا التعليمية ادارياً وتعليمياً.. وافتقارنا لبرامج رقابة عالية الكفاءة تضمن فاعلية التنفيذ.. وان هذه الحقيقة واضحة للعيان.. فتكون النتيجة أن يزداد التعليم تراجعاً في الوقت الذي نظن فيه أننا نقوم بجهود لتطويره..
ان الحالة التي نشهدها اليوم في التعليم لا تتحمل مسؤوليتها وزارة التربية والتعليم وقيادتها الحالية فحسب وان كانت بالفعل هي المسؤول الأول عنه، ولكن نظراً لتفاقم المشكلة وللتركة الثقيلة التي ورثتها فان المسؤولية اكبر منها، ذلك يتطلب من الجميع استيعاب حجم المشكلة والاعتراف بالواقع فبغير ذلك لا يمكن ايجاد الحلول، ثم أن الأمر يحتاج الى ارادة سياسية ، كما يتطلب استشعار كل مكونات المجتمع لمسؤوليتها ودورها للعمل على الخروج من هذا النفق، من أجل اعادة صياغة التعليم من جديد وفقاً لرؤية واضحة تستفيد من خبرات الآخرين ومواكبة المناهج التربوية للتقدم العلمي، وهنا تبرز الحاجة العاجلة لعقد مؤتمر وطني للنهوض بالتعليم كونه أساس البناء والتنمية في البلد.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك