عن مثالب وسلبيات الجوائز الأدبية والفنية العربية.. يكتب وليد الرجيب

زاوية الكتاب

كتب 1012 مشاهدات 0


الراي

أصبوحة  -  هل الجوائز الأدبية والفنية عادلة ؟

وليد الرجيب

 

يتطلع أي أديب أو فنان للحصول على جائزة أدبية، ويعتبرها تقديراً لجهوده الإبداعية من الجهة المانحة للجائزة، سواء كانت دولة أم مؤسسة، كما يتطلع الأدباء إلى ترجمة أعمالهم إلى لغات أجنبية، مما يتيح لهم قاعدة أوسع من القراء، ويفتح لهم آفاقا للحصول على جائزة أجنبية.

لكن الجوائز العربية تحديداً لها مثالب وسلبيات، ما يجعل الأديب يعزف عن الترشح لها بنفسه، إذ لا توجد جائزة بما فيها جائزة نوبل للآداب عادلة مئة في المئة، فغالباً ما يكون هناك أديب أفضل من الذي تم اختياره للجائزة، وهذا ليس تشكيكاً بنزاهة لجان الفحص والاختيار، ولا نضع هنا في الحسبان الأديب متضخم الذات، الذي ينفي فنية وقدرات الأدباء الآخرين، وبالأخص الفائزين بالجوائز.

فأبسط عدم العدالة هي الغفلة عن أسماء قد يكون بعضها مغموراً، لكن أدبها راقياً وفنيتها عالية، وعدم بذل اللجنة الجهود الجادة للبحث عن هذه الأسماء المغمورة، والتي تستحق الجائزة أكثر من غيرها، فمن المعروف أن الأكثر شهرة مبيعاً لا يعني الأفضل أدبياً، وفي ساحة المعارض أو أسواق الكتاب، يقبل القراء وخاصة فئة الشباب على روايات قد لا تكون مكتملة الشروط الفنية، فكثير من الشابات يبحثن عن الروايات الرومانسية، والتي قد لا يكون لها عمق في المضمون أو تطور في الأداة الفنية، وتلعب الدعاية بشكلها الشعبي العشوائي، أو الدعاية المدفوعة الثمن، دوراً في بروز اسم الرواية وكاتبها، ومن أكبر عيوب الجوائز هو النظر إلى عمر المرشح، ففي الدول العربية ينتظر حتى يبلغ المبدع من العمر عتياً، لكي يعطى جائزة وأحياناً يكون على شفا الموت أو ميتا بالفعل، واعتبر ذلك تفكيرا أعوج، وأحياناً تحجب الجائزة عن أديب لمواقفه السياسية.

وأحياناً هناك انحياز للجنسية والجماعة أو الشلة أو الفكر والأيدولوجية، فالانحياز صفة عامة للبشر، وقليل منهم يكون متجرداً ومحايداً مئة في المئة، وهناك جوائز الترضيات أو المحاصصة بين الجنسيات أو الجنسين، وهناك من يحصد الجوائز لمجرد حصوله على جائزة مرموقة فذاع صيته، فغالباً ما يصاحب الجوائز اعتراضات من البعض، وهذا ينطبق على جوائز الفنون.

هذا لا يعني أن كل الجوائز تعطى على أسس غير عادلة، فهناك أدباء وفنانون يستحقون الحصول على جوائز، لأنه لا يمكن التغاضي عن إبداعاتهم المميزة، والمقياس الحقيقي لجودة أعمالهم هو بقاء وخلود تأثير إبداعاتهم، فالتاريخ وجمهور القراء هو الذي يزكي إبداعاتهم.

مناسبة هذا الحديث هو نية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، إقامة ندوة بعنوان «الجوائز العربية.. ما لها وما عليها»، وذلك في 24 نوفمبر الجاري.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك