عن أسباب فشل الاجتماعات الحكومية.. يكتب وليد الغانم

زاوية الكتاب

كتب 548 مشاهدات 0


القبس

حتى تنجح الاجتماعات

وليد عبدالله الغانم

 

تُعقد مئات الاجتماعات يومياً في الدولة بمختلف مؤسساتها الرسمية والأهلية، قليل من هذه الاجتماعات ما يحقق به فوائد للعمل وإنجازات من ورائها، والحقيقة ان وقت العمل الحكومي كثير ما يهدر ويضيع بسبب اجتماعات فاشلة تسرق أوقات أغلب القياديين وكبار المسؤولين على حساب العمل الجدي..
لماذا تفشل الاجتماعات عامة، والحكومية منها خاصة؟ هناك عدة اسباب واضحة لفشل هذه الاجتماعات، ويجب ألا نغفل عن حقيقة ان القدرات الشخصية لمن يدير الاجتماع اهم عامل لنجاحه من فشله، فالقيادي الكفؤ بيده ادارة اجتماعاته بنجاح، والمسؤول الجاهل أو الركيك يضيع يومه في عقد اجتماعاته التائهة.. فما اسباب فشل الاجتماعات؟
اولاً عقد الاجتماع غالبا من دون هدف واضح ولا موضوع محدد، وانما مجرد تجمع لمضيعة الوقت او لتسجيل انجاز وهمي على الورق او للاستفادة المالية من مكافآت بعض الاجتماعات، ثانياً بعض الاجتماعات لا يوجد لها جدول اعمال مسبق، فيحضر المشاركون بلا تحضيرات علمية وفنية، وهم يجهلون اي موضوع سيناقشونه، وقد يتفاجأون بما يطرح من قضايا، وربما يتخذون بشأنها قرارات خاطئة ومتعجلة لعدم الاستعداد الجيد، ثالثاً لا يوجد مقرر للاجتماع يقيد ما يدور به من مناقشات ويسجل ما يتفق عليه من أعمال فإذا انتهى الاجتماع ضاعت قيمته، ولا يمكن الرجوع لما تم التداول فيه من مواضيع، رابعاً لا توزع المهام بعد الاجتماع ولا تسجل التوصيات، وقد يكون الاجتماع مثمراً، لكن ينتهي دون توزيع أعمال محددة على الحضور، فيكون اجتماعهم بلا فائدة، خامساً وهو المهم اذا ما وزعت المهام والتكليفات في الاجتماع لا تتم متابعتها، فبعد الاجتماع يعود كل موظف لعمله، ولا يسأله احد ما هو مطلوب منه من مهام وتكليفات، وهكذا يتحول الاجتماع الى مجرد ديوانية يلتقي فيها ربع الدوام وتضيع أوقاتهم في الحديث عن مباريات الكلاسيكو وآخر أخبار المغردين وسوالف الـ «سناب شات»، والناس ناطرينهم وراء الغرف المغلقة يظنون أنهم يخططون للوطن والمواطن، وقد يكون هذا آخر اهتمام اولئك المسؤولين الداثرين الا من رحم الله.. فهل حضرت مثل هذه الاجتماعات الفاشلة؟ اذا كان جوابك نعم وهو المتوقع فسجل موقفا وصحح مسارها بشكل علمي واداري سليم، وأدّ امانتك فيها.. والله الموفق.
إضاءة تاريخية
1953 بنيت أول ثانوية في الكويت هي ثانوية الشويخ التي تحوّلت مبانيها لاحقاً لتكون نواة جامعة الكويت سنة 1966.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك