عن معجزة طيران الحجارة.. يكتب ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 629 مشاهدات 0


النهار

خارج التغطية  -  عندما تطير الحجارة

ناصر المطيري

 

من مظاهر الطبيعة الخلابة أن نشاهد الطيور والفراشات تطير في أجواء الربيع والأمطار ولكن أن يطير الحصى والحجارة في مثل هذه الأجواء فهذا أمر من معجزات هذا الزمان ولايحدث الا في الكويت.
نعم طارت الحجارة في كل شوارع الكويت من جديد بعد زخات من الأمطار لم تتحملها شوارع وطرقات البلاد فتفطرت وتفتت وأصبحت الشوارع ترمينا بحجارة من صلبوخ.
وستظل الشوارع ترمينا بهذه الحجارة اللعينة التي أتلفت السيارات واصابت المارة وقهرت الناس لأن المفسد الأول من نفذ مشاريع هذه الشوارع لم يحاسب، ففي العام الماضي عندما تطايرت الحجارة تم توقيع عقد صيانة جديد لكل شوارع الكويت السريعة بما يقارب ثمانية ملايين دينار واستمر التنفيذ الفاسد بلا ضمير لتطير الحجارة القديمة وحجارة الصيانة الجديدة، وبشر الفاسدين الحاليين والقادمين بطول سلامة. وفي مزايدة اعلامية غير حقيقية تحدثت مصادر حكومية العام الماضي عن تشكيل لجنة تحقيق بموضوع تطاير حصى الطرقات وماخلفه من أضرار بالمركبات، ولكن لم نسمع عن نتائج لهذه اللجنة ومن المسؤول وماهو العقاب، لذلك تكرر المشهد مجددا هذا العام.
أحد النواب في مجلس الأمة كان العام الماضي لوّح باستجواب وزير الأشغال حول موضوع الحصى المتطاير من الشوارع وتوعد وهدد وأزبد ولكنه لم يفعل.
وعندما أمن المسؤولون جانب المساءلة استمروا في نهجهم ولم يعالجوا الأمر بل كرروا الاهمال والتقصير، ليستمر مسلسل الحجارة الطائرة ولانستذكر في هذا المقام الا قول الله سبحانه: «ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس».

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك