دفاع 'الغانم' عن السعودية مرآة لتلاحم المجتمع الخليجي.. بوجهة نظر تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 569 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  -  الرئيس الغانم يمثل السعودية..!

د. تركي العازمي

 

مواقف الرجال تكتب أحياناً بماء من ذهب.. والاختلاف أمر طبيعي جداً بين الأفراد والمجاميع، ونظراً لغياب حوكمة اجتماعية يصعب جداً تحديد المصيب من المخطئ.

الحدث كان خلال المؤتمر الحادي عشر لاتحاد مجلس الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي المنعقد في بغداد. فعندما تطرق نظيره الإيراني الدكتور علي لاريجاني في كلمته للشقيقة المملكة العربية السعودية٬ أبدى رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم اعتراضه بقوله «إذا كان الوفد السعودي غير موجود في المؤتمر٬ فأنا شخصياً والوفد الكويتي نمثل السعودية هنا ولا نقبل إطلاقا التدخل في الشؤون الداخلية للمملكة»، وشدد الغانم على ضرورة تعزيز الخطاب الذي يوحد ويساعد على اللحمة وليس الخطاب الذي يفرق.

كمواطن كويتي٬ أشكر أبا علي على وقفته الشجاعة التي أظهرت ملامح اللحمة التي تربط دول مجلس التعاون الخليجي، ونتمنى أن تتحول لغة وأدب الحوار إلى مستوى يزيد من تلك اللحمة وتجعل من التماسك منهجاً يزيد من قوة الشعب الخليجي كأسرة واحدة في مرحلة تعاني منها المنطقة من توترات وأخطار ندعو الله عز شأنه أن يحفظنا من تداعياتها ويعيدنا إلى الصدارة في كل شيء كشعب خليجي مصيره واحد، ولا يمكن لأي جهة من اختراق نسيجه الاجتماعي الصلب.

على المستوى الاجتماعي ومن منظور شرعي فإن ما يقال عن الغائب لا يتعدى كونه غيبة أو بهتاناً، وقد صورهما الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف الذي جاء في نصه «أتدرون ما الغيبة قالوا الله ورسوله أعلم٬ قال: ذكرك أخاك بما يكره قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته».

لاحظ٬ هذا على المستوى الاجتماعي بين الأفراد يعني أن الضرر يكون محدوداً٬ فما بالنا إذا تجاوز هذا الفعل إلى مستوى شعوب تمثلها دول، وتحديداً على مستوى الشقيقة المملكة العربية السعودية التي تعد قريبة منا نحن ككويتيين حكومة وشعباً فلا شك إن انعكاسات الحدث أكبر بكثير ويفوق ما يتصوره البعض.

لذلك٬ نحن هنا نسجل الإشادة برد الرئيس مرزوق الغانم الذي أسعدنا وأثلج صدورنا وإنه لقول كتب بماء الذهب.

كم أتمنى على المستوى الاجتماعي أن نعي مضمون الحديث الشريف المذكور ليصبح من الآن المسطرة المعنوية التي تحدد ماهية ما ينتج منا من سلوك قولاً كان أوفعلاً.

أذكر هذا بعد أن عجت وسائل الإعلام الإلكترونية بكثير من «الهرطقات» وما يصور نموذجاً من السفه الاجتماعي الذي يحركه الشيطان الذي يأمر النفس البشرية بالسوء عبرالغيبة والبهتان الذي يبرز في ما تعرضه تلك الوسائل، وقد يكون قانون تقنية المعلومات رادعاً ألا إننا نرى بأن تثقيف الجموع حول خطورة آفة اللسان من غيبة وبهتان أصبحت ضرورة ملحة... إنها المسؤولية الاجتماعية المنسية.. إنها مسؤولية اجتماعية ملقاة على عاتق ولاة الأمر والدعاة ومسؤولي القنوات الإعلامية وكل فرد من أفراد المجتمع.

صحيح إننا نعلم بقول «ليس كل ما يعرف يقال» لكن هناك قلة من أحبتنا تجاهلت الضرر الذي قد ينجم من قول تجاه طرف آخر وإن كان ما قيل صحيحاً تأسياً بتوجيه صفوة الخلق سيدنا محمد الذي قال عنه الله عز شأنه في محكم تنزيله «وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى».

زبدة الكلام٬ إن وقفة مرزوق الغانم ممثلاً عن السعودية قد عكست الصورة المثالية التي نحن أحوج إليها في وقتنا الحالي... إنها مرآة الوحدة والتلاحم بين مكونات المجتمع الخليجي، وندعو المولى عز شأنه أن يحفظنا بحفظه وأن يجعلنا أكثر لحمة وقرباً من بعضنا البعض... والله المستعان.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك