طارق الدرباس يكتب عن رسائل الإضراب النفطي

زاوية الكتاب

كتب 690 مشاهدات 0

طارق الدرباس

الأنباء

هندس- الاضراب النفطي والاضطراب المجتمعي!

طارق الدرباس

 

متلونة ومتعددة ومتنوعة تلك الرسائل التي نتجت عن اضراب العاملين في القطاع النفطي، نختلف ونتفق حولها ونتداولها ونقلب اوراقها ولكن بوجهة نظري إن أهم رسالة في اضراب القطاع النفطي كانت من العمالة الوطنية التي تقود هذا المورد الحيوي بجميع قطاعاته.

يجب ان نعترف ان الشباب الكويتي وليس العمالة الوافدة هم القادرون على إدارة وقيادة أهم قطاع حيوي في الكويت والمسؤول عن دخل الدولة، وهذا إن دل فإنه يدل على انه قادر على إدارة وقيادة جميع المرافق الحكومية وبتميز وإبداع.

وعليه فإن من كان يردد أن العمالة الوطنية في القطاع النفطي ليست هي المحرك الرئيسي والفعلي للقطاع والفضل الأكبر يعود للشركات التي تنهم من العقود المليونية وجيشها المدجج بالعمالة الأجنبية الوافدة، عليه مراجعة ضميره وعقله ونفسه، ويتدارس ويراجع ويطالع ما حدث خلال فترة الاضراب. وكيف تراجعت عجلة الانتاج.

لذا أوجه نداء إلى بعض القيادات النفطية التي وقفت ضد الإضراب ومارسوا الضغط والتهديد، متمنيا ألا يؤثر الإضراب وتبعاته على عقيدة الإيمان بالعمالة الوطنية.

ولا يجوز ان تكون ردة فعلكم هو اللجوء إلى الوافدين وضرب ملف التكويت عرض الحائط بسبب ما حدث، وإن فعلتم ذلك، فلن تختلفوا عن الذين يصطادون في الماء العكر والذين يخونون ابناء الكويت بكل مناسبة ودون مناسبة.

وتجدر بنا الاشارة إلى ان إضراب القطاع النفطي، وضّح لنا انقسام المجتمع، وتعامل الناس مع ثقافة الاختلاف والتنوع والتعدد في الآراء.

ففي كل حدث ينقسم المجتمع بين مؤيد ومعارض، وهذا الانقسام طبيعي وصحي ومطلوب وضروري في مجتمع متعدد ومتنوع حيث حرية الأفكار، ولكن غير الطبيعي وغير الصحي في المجتمع الكويتي هو الإقصاء والاتهام والتخوين.

لا شك ان ما حدث خلال فترة الإضراب من عمليات التخوين واقصاء وتكفير في بعض الاحيان يدل على حالة «اضطراب» بإطلاق هاشتاق بعنوان #مرتزقة_القطاع_النفطي وهو أمر غير مقبول ويجب نبذه من عقلاء المجتمع.

نتفق أو نختلف مع الإضراب، ولكن لابد من التأكيد على أن الناس مختلفة في الآراء. فهناك من يشاهد الموضوع من زاوية ويراها آخرون من زاوية مختلفة، رأيي ورأيك محترم، واحتدام النقاش والصوت العالي وتخوين الآخرين فقط للاختلاف بالرأي لا يجوز شرعا ولا قانونيا ولا اجتماعيا.

قد تختلف الوسائل في التعبير عن الرأي بين شخص وآخر، وكل له وسيلته في المطالبة بحقوقه والتعبير عن رأيه ومطالبه، ما دامت السبل ضمن الشرع والقانون والدستور فهي مشروعة.

على كل حال بغضّ النظر عن الرسائل التي وصلت من خلال إضراب القطاع النفطي، فلا بد من قبول الرأي الآخر وان اختلفنا معه وعارضناه.

لنكن واضحين ان زمن الرأي الواحد والصوت الواحد قد مضى وانتهى وعفى عليه الدهر، لنتعلم كيف نختلف مع بعضنا البعض باحترام دون احتدام يؤدي إلى إقصاء الجانب الآخر.

دكتاتورية الرأي لن تؤدي إلا إلى تفكيك وتفتيت وتمزيق المجتمع. وهذا ما لا يرغب فيه أي منا.

الإضراب النفطي قضية عدت ومرت، ولن تكون القضية الخلافية الأخيرة، بل هناك قضايا مستقبلية ستقسم المجتمع إلى مؤيد ومعارض، فالمطلوب منا الانتقاد لا التجريح، طرح الآراء بلا تخوين، ومناقشة الأفكار دون الأشخاص، ومقارعة الحجة بالحجة، والمهم هو احترام وتقبل اختلافاتنا، فالاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك