لا توجد وسيلة مضللة أكثر من وسائل التواصل الاجتماعي .. بوجهة نظر وليد الرجيب

زاوية الكتاب

كتب 555 مشاهدات 0

وليد الرجيب

الراي

أصبوحة- فلسطين مرة أخرى

وليد الرجيب

 

يبدو وكما ذكرت في مقال سابق، أننا ننفعل ونسير مع ما يسمى بسياسة القطيع، أي نتأثر بسيكلوجية ومزاج الجماهير وليس بوعيها، والمزاج لا يمكن التعويل عليه، فكثيراً ما تأخذ الجماهير المشاعر والعواطف دون تفكير أو تمحيص، ويتشكل في كثير من الأحيان رأي عام منحرف، وهنا يأتي دور المثقف والمفكر والسياسي المستند إلى رأي علمي ومنطقي، في التوعية والتعبئة وتشكيل سياسة وموقف صائبين.

فعدوى المواقف قد تجر معها أنصاف المثقفين وأنصاف السياسيين، بينما المثقف العضوي والسياسي المحلل والمتأني، يخلق رأيه المستقل الشجاع، ولا يتأثر بسياسة القطيع المستندة إلى أوهام ووعي زائف.

في القرون الوسطى بأوروبا، كانت النساء تحرق لمجرد الوهم أنهن ساحرات بسبب جهل الجمهور، وفي موضوع زيارة فلسطين العربية ومساندة الشعب الفلسطيني الشقيق، اشتد الهجوم ليس فقط على الشاعر الكبير قاسم حداد والأديبين بثينة العيسى وسعود السنعوسي، بل تعمم الرأي على كل المثقفين، الذين ذهبوا لفلسطين والذين لم يذهبوا، على اعتبار أنهم مؤهلون للتطبيع مع العدو الصهيوني، وهذا رأي جاهل ومجحف ضد مثقفين أكبر من الشبهات، ولا يمكن المزايدة على مواقفهم الوطنية والقومية والأممية.

إن تلك الآراء والمواقف هي في الواقع تأييد وتحقيق لسياسة العدو الصهيوني، لعزل الشعب الفلسطيني سياسياً وثقافياً عن محيطه العربي، ولنتذكر أنه أثناء احتلال الكويت، كانت المنافذ تحت سيطرة جنود المحتل، وفي تلك الأثناء دخل عدد من المواطنين وبعض عناصر المقاومة من الحدود، وتعاملوا مع جنود الاحتلال، فهل كانوا متعاونين معه؟ وهل كان الصامدون متعاونين مع المحتل؟

لا توجد وسيلة مضللة أكثر من وسائل التواصل الاجتماعي، فلا يجب أن نتأثر بكل ما يكتب في «تويتر»، ويبدو لنا أنه موقف وطني أو قومي ناضج، بل إن السياسي والمثقف الحقيقيين، يلعبان دوراً شجاعاً مناضلاً لقلب المواقف الباطلة، لا أن ننافق ونخاف من الآراء الهوجاء.

فلسطين أرض عربية مغتصبة، والشعب الفلسطيني الشقيق يحتاج إلى المساندة، ليس فقط بتقديم السلاح والتبرعات المالية والعينية، بل يحتاج أكثر إلى تقوية موقفه السياسي، وتأكيد هويته الفلسطينية الوطنية والعربية، ولا يجب أن نغطي تخاذلنا بأعذار التطبيع مع عدو لا نعترف به.

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك