الخاطرة .. بقلم وليد الرجيب

زاوية الكتاب

كتب 90 مشاهدات 0

وليد الرجيب

الراي

أصبوحة-  الخاطرة

وليد الرجيب

 

هل الخاطرة جنس أدبي؟ نعم برأيي إنها جنس أدبي جميل وآسر، وهي تعبير حميم لذواتنا، وأجمل ما فيها أنها لا تخضع لشروط فنية محددة، ولا تتشابه في طريقة طرحها وعرضها، ولا تشبه إلا صاحبها، وتعكس وعيه وشخصيته ومشاعره الخاصة.

الخاطرة تقترب من الشاعرية، والبوح النقي الخالي من الشطب والتصويب، هي السيرة والمذكرات التي تخرج من الباب السري، إلى النور وإلى علنية الصفحة البيضاء، وليس شرطاً أن تكون موشاة بالأوزان والقافية والسجع، تخرج كيفما تخرج بلا قيود أو حدود.

الخاطرة لا تصرح بالمعلومة، هي النوح والبوح الشفيف، كالأشعة السينية تكشف المستور، هي نتفة من القلب ونتفة من الروح، هي ضعف الأقوياء والنزول من العلياء، هي التساؤلات بلا إجابات، وهي الرغبة بالاعتراف وتنقية الضمير.

الخاطرة علاج روحي ونفسي، هي تجميع لنثار الحياة، المبعثرة داخلنا، وهي الأنا والإيغو لكل واحد منا، وانعكاس لشاشة القلب الداخلية، هي النزهة في رياض النفس، والزهد في الواقع السقيم، هي خيمة المحارب التي يعود إليها مثخناً بالدنيا.

 

هي النصل الموجه للفضاء للفراغ، هي الرمح التائه الطائش، العابر من ظلمة الروح إلى النور، هي تفريغ للشحنة الفائضة، وكشف موارب للغطاء، هي الرحلة للنجوم والمجرات البعيدة، هي الشعر الخاص جداً.

الخاطرة مظلومة ومضطهدة ومجني عليها، هي الحلم والخيال الذي ينز من العقل الباطن، من الأرشيف الذهني المكتظ، والذاكرة الممتلئة من الولادة إلى الموت، كذاكرة الأشجار التي مرت عليها الرياح والأمطار والطيور، كذاكرة الغيوم التي مرت على كل الأراضي والجبال والبحار.

الخاطرة مخر لعباب العقل، ومغامرة غير مكترثة لحكم الآخر، هي خليط المشاعر بالأفكار، وهي الظلال في السماء القائظة، هي المخاض الدائم بلا ولادة، هي أنا وأنت وهم، هي الشمس التي تهزم الغيوم.

فهل حقاً استطعنا تعريف الخاطرة؟

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك