الأغلبية الصامتة ترفض القبلية والطائفية والفئوية الاقصائية .. بوجهة نظر خالد الجنفاوي

زاوية الكتاب

كتب 545 مشاهدات 0

د. خالد الجنفاوي

السياسة

الأغلبية الصامتة ترفض القبلية والطائفية والفئوية الاقصائية

د. خالد عايد الجنفاوي

 

توجد في كل المجتمعات الإنسانية أغلبية صامتة إعلامياً ترفض التطرف والتعصب، ويعزف كثير من أعضائها عن التحزبات والاصطفافات والتعصبات القبلية والطائفية والفئوية الاقصائية ويريدون فقط عيش حياة إنسانية هادفة في أوطانهم.

تتسم الأغلبية الصامتة بأنها لا تكترث بالانخراط في التجمعات الفكرية والسياسية الضيقة وتبتعد بنفسها عن التعصب وتعقد آمالها وتطلعاتها على تكرس المواطنة الحقة ولا تغشي بصرها وسمعها المناشدات التعصبية التي يطلقها أشخاص انتهازيون أو مضطربين فكرياً، ولا تغريها جماعات متطرفة تريد إقصاء المواطن الآخر المختلف. لا أعتقد أنني أبالغ في هذا المقام إذا أكدت أن الأكثرية الصامتة في المجتمع تمثل المواطنين الصالحين والإيجابيين وذلك لأنهم يطبقون مبادئ المواطنة الهادفة في حياتهم اليومية، فترفض الأغلبية الصامتة حشرية المؤزمين والوصوليين وتفكير القبليين والطائفيين والفئويين الاقصائيين ومن يدغدغون مشاعر التحيز والاقصاء والأنانية لدى الآخرين. توجد بالفعل في أي مجتمع أكثرية ترفض الانضواء تحت رايات التعصب والتطرف والتقوقع القبلي والطائفي والفئوي الضيق، لكن مع الأسف تهتم بعض وسائل الاعلام الخاصة بإبراز من يسترزقون على الاثارة والدعوة للتعصب والتمييز السلبي، فتعطيهم مساحة أكبر من التغطية الاعلامية لأن ذلك يؤدي بشكل أو آخر إلى زيادة عدد المطبوعات وموارد الإعلانات التجارية.

توجد إشكالية فكرية يجب على المتنورين والمتسامحين والمواطنين الصالحين في المجتمع وربما المؤسسات الإعلامية الحكومية مناقشتها والتركيز عليها وهي كيفية إعطاء الأغلبية الصامتة مزيداً من الفرص للإعلان عن آرائها التسامحية والايجابية في خضم بعض ضجيج إعلامي مفتعل يخلط الأمور والاولويات ويتسم بالغموض والارتباك وينشط فيه بعض أشخاص لا علاقة لهم بالإعلام المهني لا من قريب ولا من بعيد. الأغلبية الصامتة في المجتمع تمارس المواطنة الإيجابية والهادفة في حياتها اليومية ولا تغريها شعارات التعصب القبلي والطائفي والفئوية الاقصائية، لكن بسبب ضعف ثقافة المهنية الإعلامية وعدم جدية بعض وسائل الاعلام الخاصة وتركيز بعضها على تحقيق سبق صحافي بهدف تحقيق مصالح ضيقة وربح مالي، فتنحسر الأضواء عن الأغلبية الايجابية التي ربما لا تمثل بالنسبة لبعض وسائل الاعلام رأس مال يمكن استثماره في سوق إعلامي يبدو ينحدر تدريجياً نحو الاثارة و”التابلويد” على حساب المصالح العامة.

من يفرض الصمت الإعلامي على الأغلبية الصالحة في المجتمع هي هيمنة الربحية والاثارة الإعلامية المصطنعة، فيتاح المجال لمن يمثلون أقل من 2 في المئة من المجتمع، بينما تنحسر الأضواء عن الآخرين الصامتين.

 

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك