هل سقوط المصرية عمل إرهابي؟..حسن عباس يتسائل

الراي

هل سقوط المصرية عمل إرهابي؟

د. حسن عبدالله عباس

سقوط الطائرة المصرية حدث مُحزن للغاية، والابشع منه، لو أن عملاً إرهابياً يقف خلفه، وهو الاحتمال الاقرب كما يبدو في الواقع!

الإرهاب أو التدخل البشري المتعمد لإسقاط طائرة، أمر مخيف ومُرعب وتقشعر له الابدان لمجرد سماعه، فكيف من عايش الحدث؟ ما أريده اليوم هو التالي: حينما نتحدث عن الإرهاب المستشري في العالم حالياً، فنحن نتحدث في شكل خاص ونتوجه تلقائياً بمخيلتنا إلى أمرين مهمين: الإسلام والمسلمون.

بغض النظر إن قبلنا أو رفضنا، وبغض النظر إن كان ذلك حقاً وصدقاً أو كذباً وافتراءً، فالإسلام متهم والاعلام الغربي والشرقي يُوجه سهام نقده للدين الاسلامي بأنه يقف وراء ما يحصل. وبصراحة، كيف لا يُتهم وشيوخ الدين يتعمدون أن يشوّهوا صورة الاسلام، بأنه دين قتل وذبح وارهاب. فالفكر الاسلامي المتشدد سرق الإسلام وقدّمه للمجتمع الدولي على هذا الشكل القبيح. ففي الاسلام المتطرف تجد عبارات «إن غير المؤمن تجب عداوته»، ويُصر على ضرورة «إهانة غير المسلم وإهانة مُقدساته»، وأن «اليهود والنصارى ملعونون هم ودينهم».

ويتدرج الأمر ليصل إلى ثنائية الفكر وتبنى نظرية «دار الإسلام ودار الكفر»، وبالتالي لا خيار سوى «دار الحرب» لكل من لا ينتمي للاسلام. وحينما تحاول أن تسأل من هم الكفار ومن هم المسلمون، تجد أن تعريفهم لدائرة المسلمين ضيقة لحد بعيد، وتكاد لا تتسع إلا لأقل من عُشر الشعوب الإسلامية، في حين أن بقية المسلمين تتفاوت مواقعهم الإيمانية بين المنافقين والفاسدين والمفسدين في الارض...

فإن كان هذا هو الترويج السائد والمشهور عن الإسلام، فلا ضير أن يتحول مسلمون مؤمنون إلى «بوكو حرام» النيجيرية و«القاعدة» و«النصرة» و«داعش» و«الشباب» الصومالية وغيرها. وهذه الفرق الاسلامية كما نعلم، تمارس كل ما هو مقرف أخلاقياً، ليبدأ بالزنا إلى الاستعباد والحرق ونبش القبور والتمثيل بالجثث، ولا ينتهي عند حد ترويع الآمنين، وهي بالمناسبة كلها أعمال وتصرفات تجد لها ما يبررها من داخل الفكر الإسلامي، ويوجد من العلماء والشيوخ ممن يفتي لها ويقرها ويجيزها، حسب تاريخ الأمة وما جرى فيه.

الإرهاب الحقيقي مصدره نحن، فنحن نحمل من جانبٍ فكر دموي، ومن جانبٍ آخر لدينا جمهور يعشق الفوضى والانخراط في اللهويات والعيش خارج منظومة العقل وحقوق الانسان. فالواجب أن نُحارب الفكر المُنحرف من داخل الاسلام ونعيد هيكلة العقل العربي والإسلامي قبل أي شيء آخر.