بعد 100 عام سوف يحتلها أبناء الكويتيين!.. حسن كرم يتحدث عن المراكز الاولى في الثانوية العامة

السياسة

الكويت أجمل…؟ ممكن … و لكن!

حسن كرم

تتركز عادة مقالات الرأي التي تنشر عبر الصحافة الورقية أو الالكترونية على الأرجح في موضوعاتها على نقد سياسات واعمال الحكومة، فلا تخلو صحيفة يومية الا و رأيت مقالة أو مقالات ناقدة لأعمال الحكومة ولدوائرها ومسؤوليها ولسياساتها القصيرة او الطويلة المدى ويبدو ان جلد الحكومة بات سميكاً لا يجرحها او يؤلمها أذا هُوجمت أو نُقدت من صحيفة أو من البرلمان طالما لا يصل النقد إلى تحريك الدماء المتخثرة في شريان حكومة أستمرأت الكسل والرتابة والجلوس على دكة الانتظار او على المدرجات بدلاً من النزول للملعب والمنافسة في السباق، للعلم فهذه ليست سياسة عارضة من الحكومة الحالية، أنما ثقافة تورث من حكومة لأخرى بدليل ان مشكلات الكويت منذ ستينات القرن الماضي الى يومنا هذا هي ذاتها لم تتغير، بل لعله استفحل بعضها حتى بات عصياً حله، فهل بعد هذا من حقنا كمواطنين ان نتفاءل ونقرع طبول الفرح وأن الغد أفضل من اليوم! زميلنا عميد الصحافة الكويتية، رئيس التحرير الأخ احمد الجار الله كتب مقالة زين بها الصفحة الاولى من «السياسة «حيث خاطب من خلالها سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه بحكم مسؤوليته كولي لامر الأمة الكويتية أن يحرك الدماء المتخثرة في شريان الحكومة فتنطلق عجلة العمل بقدرات أسرع او أن يستقلنا قطار يسير بالطاقة الذرية حتى نلحق ركب المتقدمين، حالماً لرؤية كويت بانورامية اجمل، والواقع ليس صعباً على الكويت في ملاحقة المتقدمين أذا أدركنا أننا لم نستغل كل طاقاتنا، بل لعلنا نهدر الكثير من الطاقات من دون نتيجة. سمو الامير حفظه الله ورعاه رأس الدولة ومسؤوليته ثقيلة وكبيرة وغير محدودة بمسالة او بموضوع تنموي أو تطويري، فهناك دور لعل الحكومة تتحمل المسؤولية التنموية والإدارية والاقتصادية فيه وما الى ذلك من الامور المعيشية للناس المقيمين على هذه الارض الطيبة مواطنين او اخوة وافدين، من هنا فمسؤولية التنمية وجمود الوضع العام وتأرجح حل المسائل الاقتصادية تتحملها الحكومة أولاً وأخراً. الحكومة من حيث الترتيب البروتوكولي تحتل المقاعد الأمامية في قاعة مجلس الأمة، لكن واقعا تجلس في الصف الأخير في القاعة هروباً من مسؤوليتها كحكومة وكسلطة تنفيذية، الحكومة لا تريد تحمل المسؤولية المباشرة لأنها تخشى الوقوع في أخطاء و لذلك ألقت بمسؤولية الاصلاح الاقتصادي على عاتق مجلس الأمة، بذريعة التعاون، مع أن تعديل الوضع الاقتصادي مسؤولية حكومية مباشرة. الكويت يمكن أن تكون أجمل بل في مقدم الصفوف و في القاطرة الأمامية والاولى في قطار التطور، فالكويت تملك ناصية النجاح إذا كانت عندنا حكومة ناجحة. قبل الغزو كانت المراكز الاولى في الثانوية العامة يحتلها أبناء الفلسطينيين، و بعد الغزو احتلها أبناء المصريين، بعد 100 عام سوف يحتلها أبناء الكويتيين!