إبقاء بعض الآثار ربما يؤدي إلى إثارة نعرات وصراعات.. برأي عبد العزيز الفضلي حول ترميم مسجد الصادق

زاوية الكتاب

كتب 470 مشاهدات 0

عبد العزيز الفضلي

 الراي

رسالتي - عمود مسجد الصادق... ومتين

عبد العزيز الفضلي

 

هذه بعض التعليقات السريعة على مواقف وأحداث وقعت خلال الفترة الأخيرة.

وفاة الطفل العازمي

نتقدم بداية بخالص العزاء إلى أسرة الطفل عبدالعزيز العازمي والذي وجدت جثته في سكراب أمغرة بعد تغيب استمر لنحو 10 أيام، ونسأل الله تعالى أن يسكنه فسيح جناته، وأن يُحسن عزاء أهله وأقربائه.

ورغم مرارة الفاجعة، إلا أن الإنسان يفرح لتلك الفزعة الكبيرة التي قام بها العديد من المواطنين والمقيمين من أجل البحث عن الطفل المفقود، حيث تشكلت فرق عدة للبحث عنه لأيام حتى عثر على جثته. وهذا دلالة على التلاحم ووحدة المشاعر التي يتميز بها من يقيم على هذه الأرض الطيبة.

فجزا الله خيراً كل من سعى وساهم في البحث عن الفقيد رحمه الله تعالى.

الشواذ وهجوم أورلاندو

الهجوم المسلح الذي شنه الأميركي المسلم من أصل أفغاني عمر صديق متين، على ملهى ليلي للشواذ جنسياً في مدينة أورلاندو (ولاية فلوريدا الأميركية) وخلّف نحو 50 قتيلاً وعشرات الجرحى، يجعلنا نتساءل عن الحكمة من هذا التصرف وبهذا التوقيت بالذات. فمحاسبة الناس على أفعالهم أمر مناط بالسلطة، وليس للفرد أن يطبق القوانين بنفسه. والأمر الآخر أن توقيت الحادثة أتى مباشرة بعد يومين من جنازة أسطورة الملاكمة محمد علي كلاي، رحمه الله. تلك الجنازة التي كان لها الأثر الكبير في كسب التعاطف مع المسلمين، خصوصاً أن محمد علي تم تكريمه على أعلى المستويات في الولايات المتحدة. وكان مصدر فخر واعتزاز للعديد من الأميركيين. ومع هذا التعاطف الكبير أتى متين ليقلب الموازين والمشاعر، ويحولها من تعاطف إلى هجوم ومن تسامح إلى دعوة للتضييق على المسلمين.

يأتي الهجوم في قمة التنافس على رئاسة الولايات المتحدة، وهناك مرشح عنصري - الجمهوري دونالد ترامب - يحمل شعارات معادية للإسلام والمسلمين، ومنها طرد المسلمين وعدم السماح لهم بدخول البلاد. وهذه الحادثة كانت له بمثابة دعاية انتخابية بالمجان.

لقد سئمت الأمة الإسلامية من أفعال وتصرفات بعض الحمقى الذين يفسدون في الأرض وهم يحسبون أنهم يُحسنون صنعا، ويُسيئون للإسلام ويعتقدون أنهم يخدمونه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

عمود مسجد الصادق

قبل أيام تم افتتاح مسجد الإمام الصادق بعد أن قامت الدولة بتحمل تكاليف ترميمه بالكامل إثر التفجير الآثم الذي وقع فيه قبل عام، وأدى إلى سقوط العديد من الضحايا بين قتيل وجريح وتدمير أجزاء كبيرة من المسجد.

والدولة، قيادة وحكومة وشعبا، تعاطفت مع الضحايا، وتم شجب واستنكار تلك الفعلة الشنيعة من كل أطياف المجتمع باختلاف مذاهبه، في صورة جسدت التلاحم الوطني بين أبناء الكويت.

ولكن ما لفت نظري في الترميم الجديد، هو الإبقاء على بعض آثار التفجير وعدم إزالتها وهي موجودة على أحد أعمدة المسجد من الداخل.

التفجير تم استنكاره من الجميع، سنة وشيعة، وإبقاء بعض الآثار ربما يؤدي إلى إثارة نعرات وصراعات في المستقبل نحن في غنى عنها، خصوصاً أن الذي فجر نفسه في المسجد لا يمكن أن ننسبه إلى أهل السنة، لأنه يحمل فكرا خارجياً، يتبرأ منه أهل السنة قبل الشيعة.

هناك أشياء قد نتساهل فيها في الحاضر، لكن قد تكون لها تأثيرات في المستقبل، والله المستعان.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك