عن أزمة التجنيس .. يكتب صلاح الشايجي

زاوية الكتاب

كتب 645 مشاهدات 0

صالح الشايجي

الأنباء

بلا قناع- أنا الكويتي!!

صلاح الشايجي

 

نظام التجنيس هو نظام عالمي تعمل به جميع الدول في العالم، ولكل دولة قوانينها الخاصة بالتجنيس.

والكويت بالتأكيد ليست استثناء فشأنها في هذا الخصوص شأن دول العالم جميعا.

وهناك دول تتسامح كثيرا في منح الجنسية لطالبها ودول تتشدد كثيرا وكثيرا، وفي ظني ان الكويت من الدول المتشددة كثيرا في منح جنسيتها.

وكمثل على الدول شديدة التسامح في هذا الخصوص، دولة لا أعرف أو ربما لا أتذكر الآن اسمها، منحت جنسيتها لأحد معارفي دون حتى أن يزورها أو يراها، ولما سألته عن اسمها تذكره أو خمنه بصعوبة بالغة!!

يرى مع الأسف فريق كبير من الكويتيين أن كثيرا ممن صاروا مواطنين كويتيين وحصلوا على الجنسية الكويتية، أنهم ليسوا أهلا لها وليسوا كويتيين.

وإذا تحدثوا عنهم قالوا هؤلاء «ليسوا كويتيين» معتبرين أنفسهم وحدهم هم الكويتيين، ويعاملونهم بنوع من الكبر والغرور والتعالي لأنهم ليسوا «عيال بطنها» مثلهم!!

في ظني هذا شطط وجنوح فكري وتفكير بعيد عن الحقيقة لا يدرك القائلون به ومعتنقوه أبعاده ولا يثمنون خطورته على اللحمة الوطنية وعلى نسيج الشعب الواحد المحب والمتجانس.

ما لا يدركه هؤلاء القوم أو ربما يدركونه ولكنهم يتناسونه، أن الكويت بلاد هجرات من المحيط القريب أو من الأبعد وحتى من القصي جدا.

وهم أنفسهم في جذورهم ليسوا كويتيين أصلاء، بل ذرية مهاجرين ونازحين، فإن كنت أنا وأبي كويتيين أصيلين أي بالولادة، فإن جدي ليس كويتيا بالأصالة ولكنه كان مهاجرا نازحا، وحالنا نحن المدعين بالأصالة الكويتية حال هؤلاء الذين ندعي اليوم بعدم «أصالتهم الكويتية».

في أول إحصاء كويتي تم سنة 1957 كان عدد سكان الكويت قاطبة من كويتيين ووافدين، قرابة المائة والثلاثين ألفا، وعدد الكويتيين منهم، لا يصل المائة ألف، علما بأنه في ذلك الوقت لم تتحدد هوية الكويتي بصورة دقيقة.

ولأولئك المتذمرين من التجنيس والتكويت أن يتخيلوا كم سيكون عدد الكويتيين اليوم وبعد ستين عاما من ذلك الاحصاء، هل سيرضيهم أن يكون عدد المواطنين الكويتيين اليوم ثلاثمائة ألف أو دون ذلك؟! وهل دولة ناهضة مثل الكويت قادرة على السير بمثل هذا العدد؟!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك