علي الحويل يطالب بتدويل التهديدات الإيرانية للكويت بأخذها للأمم المتحدة

زاوية الكتاب

كتب 487 مشاهدات 0

د. علي الحويل

الانباء

الزاوية-القوة الناعمة لإخضاع إيران

د. علي الحويل

 

إن الحقيقة الجغرافية الصعبة لبلدنا الصغير ووقوعه بين اكبر ثلاث دول في الإقليم، فرض علينا تجربة قاسية مريرة هي تجربة الغزو العراقي للبلاد عام 1990 والتي لا نزال نعاني آثارها شديدة السلبية على الفرد والمجتمع.

وليست معاناتنا من جار الشرق إيران بأقل من مصيبتنا بأطماع جار الشمال، فنحن نعيش حالة قلق دائمة نتيجة التهديدات العدوانية الإيرانية المستمرة، وفي الوقت نفسه نحن مطالبون استراتيجيا بألا ندفع بإيران إلى الزاوية ونعرضها للضغط المباشر، اذ يجب ترك مخرج لها يمكنها من التنصل من التهم الموجهة لها وإلا كنا نحن من يدعوها لحرب لا طاقة لنا نحن بها ولا رغبة لإيران فيها خاصة بعد تزايد معالم الغليان الشعبي الداخلي المنذر بثورة كبري تطيح بالنظام الذي لا يملك تهدئتها بمضاعفة الإنفاق الداخلي، فلم تتعاف إيران بعد من أزمة المقاطعة الدولية التي أنهكت اقتصادها وهددت بقاءها وانتهت بتغيير رؤية القيادة الروحية 180 درجة من تأييد الصقور ممثلة بالرئيس السابق محمود علي نجاد إلى اختيار الحمائم ممثلة بالرئيس الحالي روحاني، فإذا أدركنا إيجابيات هذا التحول صار من الحكمة البعد عن الاتهام المباشر لها بدفع قياداتها لإطلاق التهديدات المتكررة ضدنا واعتبارها تصرفات ذاتية غير مسؤولة، كما أن علينا عدم محاسبتها على سلوك حزب الله اللبناني وان نتعامل معه ككيان لبناني مستقل، وإن تبنينا موقفا كهذا سيؤكد لدول مجلس التعاون ان ازمتنا الحالية مع إيران التي تلت اكتشاف ما سمي بخلية العبدلي لن تؤثر على التزاماتنا الخليجية وأننا لن ندفع بإيران لاتخاذ إجراء متهور كاحتلال جزء من الأراضي الكويتية أو إعلان الحرب عليها، بينما نحن ودول المجلس مشغولون بإعادة الشرعية إلى اليمن.

هذه الاستراتيجية الهادئة من جانب الكويت يجب ان يصحبها توجه لتدويل التهديدات الإيرانية بأخذها للأمم المتحدة، مستغلين ما لدينا من «قوة ناعمة» توجت قبل سنة بتسمية صاحب السمو قائدا للإنسانية والكويت مركزا للعمل الإنساني، مطالبين بضمانات دولية بتوقف إيران عن تهديداتها وعن التدخل في شأن البلاد الداخلي على ان يصدر بهذا قرار عن مجلس الأمن.

إن إدانة إيران عبر المنظمة الدولية ستكون نجاحا سياسيا كويتيا غاية في الأهمية يحدد مستقبل العلاقة بين البلدين على أسس الاحترام المتبادل والسلام.

يبقى علينا حماية الداخل بضرب الداعمين المحليين للتنظيمات الإرهابية أفرادا او مؤسسات للنفع العام ووقف كل أشكال العون المادي والمعنوي لمنظماته وإصدار تشريعات تضمن تغليظ العقوبة على من يثبت عليه جرم تأييدها، اما حزب الله فإن علينا استغلال تسميته كيانا إرهابيا من الأمم المتحدة لتقليص وجوده وتصفية أنشطته وترحيل عناصره من البلاد.

وعلى الرغم من ان شعوري كمواطن مخالف لهذا التوجه اللين في العلاقة بإيران الا ان الأمم تدار بالسياسة لا بالعواطف، وهذا ما علينا مكاشفة وإقناع الأمة الموحدة به وهذه مسؤولية النخب السياسية والفكرية وقيادات الرأي.

 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك