لماذا أمتنا بالذات؟! ...يكتب د.سعد حوفان الهاجري

زاوية الكتاب

كتب 732 مشاهدات 0


مما لا شك فيه ، تابعت كما تابع العالم أجمع محاولة الانقلاب ' الفاشلة ' التي حدثت في تركيا على أيدي مجموعة متآمرة ومأجورة للعودة بتركيا إلى حضيرة العسكر .
السؤال الذي يتبادر إلى الذهن لماذا لا يراد للشعوب العربية والإسلامية أن تعيش حياة كريمة ، ولماذا لا يترك لها حرية إدارة شئون أنفسها ، خصوصاً من مدعي الديمقراطيات سواءً دول كالغرب أو أمريكا ، أو من يسمي نفسه مفكر وداعي للحرية والديمقراطية وهم ليبرالية العرب والمسلمين الذين يقذفون مبادئهم عند أول إختبار حقيقي لممارسة الديمقراطية لأنهم يَرَوْن أن الديمقراطية خلقت لهم وليس لأحد غيرهم خصوصاً.
أنا أتفهم من شخص تافه أو خادم تحت أقدام العسكر في بلداننا العربية أن يكره الحرية والديمقراطية ، لأنه تعود أن يعيش عبد لبسطار العسكر ، وأتفهم أن يخرج علينا إعلامي أو كاتب أبرزته سلطة العسكر ليكون بوقها وعميلها ، إن هؤلاء فئة حياتها ورزقها على 'بسطار ' العسكر ودوافعهم مفهومة ، لذلك هؤلاء حشرات إعلامية يدفع فيهم العسكر وغيرهم لتجميدهم .
ولولا هذا الدفع لوجتهم في مزبلة التاريخ لكن ما تتوقف عنده هو عتاولة الفكر الليبرالي المتشدقين بالديمقراطية التي تسقط كل دعواتهم الكاذبة أمام أول اختبار في فوز وانتصار منافسيهم وخصوصاً الإسلاميين ، لذلك دعاه الليبرالية وصمت عار في تاريخ الفكر الحر ، ولكن في حقيقة الأمر لا تستغرب موقفهم ، خصوصاً عندما تجد كبيرهم الذي علمهم السحر يمارس نفس الطريقة .
فأمريكا مثالهم في الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات والديمقراطيات تمارس نفس النشاط ، فهي تدعيه على أرضها وتعمل به، لكن هي تحارب قيام الديمقراطية في الدول العربية والإسلامية والأمثلة كثيرة من أيام ' عباس مدني ' في الجزائر ودعمها للانقلاب العسكري في الجزائر وإسقاط حكومة منتخبة حره مروراً ،بمصر أيام ' مرسي ' وأخيراً موقفها من الإنقلاب الذي خطط له في تركيا، وذلك عندما صمتت ولم تصرح برفض الانقلاب في ساعته الأولى ،ولكن عندما وجدت أن الأمور تسير في صالح أوردوغان بدأت تظهر أنها حامي للديمقراطية من خلال تصريحات للإستهلاك الإعلامي،وكذلك فعلت مثلها الدول الغربية وعلى رأسهم فرنسا.
على شعوبنا الإسلامية والعربية أن تقف في وجه هؤلاء المرتزقة من أبناء جلدتنا وأمام هذه الأنظمة الطاغية التي تغلف نفسها بغلاف الديمقراطية بكل الوسائل المتاحة ، وأن لا يستسلموا لهم ، مع أن أعدائهم يملكون كل الوسائل الشرعية والغير شرعية في محاربتهم ويقف خلفهم أنظمة تكره لشعوبنا الإستقرار لكنها وجدت مطايا من أبنائنا يمتطونهم ، ولكن إرادة الله هي الغالبة .
وللعلم على باقي حكام المسلمين الذين نظن أن لديهم نسبة لإحترام شعوبهم ، أن لا يقفوا موقف المتفرج في دعم قضايا الأمة ونصرت المستضعفين ، وليعلم كل حاكم يسعى إلى دعم الأنظمة القمعية وسحب الشرعية من تحت أقدام الشعوب فإن الدائرة ستدور عليه عاجلاً أم أجلاً ، فليتقى الله فيما أسند إليه.

كتبه:

د.سعد حوفان الهاجري
كاتب كويتي

الآن - د.سعد حوفان الهاجري

تعليقات

اكتب تعليقك