تجربة فريدة.. وليد الرجيب مشيدا بالتجربة التعليمية الفنلدنية

زاوية الكتاب

كتب 378 مشاهدات 0

وليد الرجيب

الراي

أصبوحة-تجربة تعليمية فريدة

وليد الرجيب

 

تعتبر الجمهورية الفنلندية من أكثر الدول الأوروبية استقراراً، من الناحية الاقتصادية والسياسية، وطبيعة حكمها هو النظام الديموقراطي البرلماني، حيث يتم اختيار رئيس الوزراء صاحب النفوذ الحكومي الأكبر من أحد الأحزاب المشاركة في البرلمان. وما يميز فنلندا من ضمن أشياء أخرى، هو النظام التعليمي الفريد في نوعه، فقد كان التعليم في فنلندا سابقاً في أسفل سلم التعليم في أوروبا، ثم اكتشفوا شيئاً جعل المعادلة تنقلب رأساً على عقب، فتحول التعليم في السنوات الأخيرة إلى الرقم واحد في أوروبا والعالم أجمع، والأمر في غاية البساطة ويتطلب قدراً من الشجاعة، والخروج عن دائرة التقليدية في المناهج والعملية التعليمية.

عندما درس التربويون بمشاركة الأهالي والطلبة، سبب تخلف التعليم في بلادهم، اكتشفوا أن السبب في عزوف الطلبة عن التعليم، وتخلف أدائهم عن غيرهم، يكمن في التلقين لكم كبير من المعلومات، والاعتماد على الحفظ وحشو الأدمغة بالمعلومات العلمية والأدبية.

فغيروا من مسار العملية التربوية إلى النقيض تماماً، وقد فاقت هذه التجربة كل التوقعات وفي فترة زمنية قصيرة، فبدأوا بتحسين أداء المعلمين، فلا يقبل أي مدرس للمرحلة الابتدائية وغيرها، إلا لمن يحمل درجة الماجستير، وقصّروا من ساعات اليوم الدراسي، بحيث أصبح أطول يوم دراسي لا يتجاوز الثلاث ساعات، ثم ألغوا ما يسمى بالواجب المدرسي، ففي بعض المراحل المتقدمة مثل الثانوي، لا يزيد وقت الواجب المنزلي على 10 دقائق أو ربع ساعة، وغيروا بيئة المدرسة وعلاقة التلاميذ بالأساتذة، فمن غير المسموح مناداة الأستاذ والأستاذة بأستاذ أو أستاذة، أو سيد وسيدة وإنما يجب مناداتهم بأسمائهم الأولى، وذلك لكسر حاجز الرهبة وحاجز المعلم الذي يعرف كل شيء والطالب المتلقي فقط.

فأصبحت العملية التعليمية مشتركة، فالطالب يملك الحق في اختيار المواد والمدرس، وتعتمد العملية التعليمية على اللعب والشعور بالحرية، في المناقشات والمشاركة الفاعلة حتى خارج العملية التعليمية والمناهج، وإن الأساس هو اكتساب التجارب والمهارات بطريقة عملية، وتقليل الجانب النظري ما يحقق طموحات الطلبة ومهاراتهم بما فيها التقنية، كما تضم الفصول الدراسية عدداً محدوداً من الدارسين.

وفلسفة التعلم من خلال اللعب، مبنية على أن هناك علاجاً نفسياً باللعب، وهو من الأمور التي تكسب الطلبة معارف ومهارات، تُكتسب على أرض الواقع وليس في الكتب الجامدة، كما يتعلم الطالب التعاون والمشاركة، واحترام فردية كل طالب، علماً بأن التعليم مجاني مع وجبات الأغذية، والمواصلات الجماعية مجانية لمن يسكن بعيداً عن المدرسة، ففنلندا دولة رعاية اجتماعية، والتعليم هو من واجبات الدولة والقطاع العام، ولكن تحظى كل مدرسة باستقلالها، ويعتبر خريجو الجامعات والمعاهد التطبيقية، من أعلى الكفاءات مع نظرائهم الأوروبيين، ويتخرجون وهم يتقنون من ثلاث إلى أربع لغات.وهناك الكثير من التفصيلات التي لا تسمح بها مساحة هذا المقال، عن تجربة تعليمية خالفت كل النظريات في التعليم والتربية.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك